لماذا كل هذا الحقد الفرنسي؟
تقرير إخباري
أدانت سورية بشدّة تصريحات المتحدث باسم الخارجية الفرنسية حول الانتخابات الرئاسية، وأكدت أن هذه الانتخابات شأن سيادي سوري بامتياز لا يحق لأي طرف خارجي التدخل به، والسوريون وحدهم أصحاب القول الفصل فيه.
صحيح أن فرنسا سمحت للسفارة السورية في باريس بفتح صناديق الاقتراع أمام السوريين المقيمين فيها للمشاركة في عملية الاقتراع، إلا أن الخطوة الفرنسية، من الناحية الدبلوماسية، قد تكون مجرد إجراء رمزي لا يمكن البناء عليه للحديث عن انعطافة في الموقف الفرنسي، وهو نوع من الرضوخ للأمر الواقع أكثر منه احتراماً لمتطلبات الدبلوماسية، لأنه منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، قادت فرنسا معسكر العداء بطريقة جنونية مبنية على الأكاذيب والتضليل، وقبلها وتحديداً عام 2005، كانت فرنسا رأس الحربة في مهاجمة سورية قبل أن تتحوّل في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي إلى بوابة لتطبيع العلاقات الغربية مع دمشق.
ومع مجيء الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الاليزيه عام 2017 فقد دشّن ولايته بإعلان مقاربة جديدة للملف السوري، لكن انعطافة ماكرون بقيت مجرد حبر على ورق، ولم يترتب عليها أية تغييرات فعلية على مسار العلاقات بين فرنسا وسورية، بل شهدت هذه العلاقات في مراحل لاحقة منعطفات عدة طغى عليها طابع الاشتباك الدبلوماسي. ولاحقاً في عام 2019 كانت علاقة البلدين على موعد مع توتر بين أعلى المستويات، حيث كانت فرنسا منذ البداية رأس الحربة بدعم الإرهاب في سورية ويدها غارقة بالدماء السورية منذ الأيام الأولى.
إن رفض دول الغرب، ومن بينها فرنسا، إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية نابع من أن هذه الدول لا تكنّ لسورية وشعبها سوى الحقد ولا تريد له سوى سفك الدماء، لذلك على فرنسا والغرب أن تدرك أن الحرب على سورية حكم عليها بالهزيمة، ولا بد لفرنسا ومن معها أن تعترف بأن الغرب خسر المعركة الرئيسية في سورية، ومن الأفضل لها أن تستكين لهزائمها وتعترف بأن الحكومة الشرعية في سورية هي تلك التي يختارها السوريون، وليست تلك التي يمليها الغرب.