الناتو يدخل على خط تهديد الصين
تقرير إخباري
عكفت الولايات المتحدة على شيطنة الصين منذ أن بدأ نجم “التنين” بالصعود، واستخدمت كافة الوسائل -غير القانونية- لوقف دخولها الساحة الدولية. في البداية استخدمت أساليب الضغط الناعمة، ثم انتقلت إلى مرحلة العقوبات المباشرة، وبعدها إلى مقاطعة البضائع الصينية وعرقلة انتشارها حول العالم.
واليوم على ما يبدو تنتقل الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة من التصعيد، وهذه المرة عبر استخدام الناتو –الأداة العسكرية- في رسالة واضحة أن الولايات المتحدة وارد في حسبانها الانتقال إلى التهديد بالقوة العسكرية، وليس الدخول في حرب. هذا التهديد بدأت ملامحه تظهر منذ إرسال السفن الحربية إلى بحر الصين الجنوبي، وكان آخرها حاملة الطائرات الأمريكية “رونالد ريغان”.
هذه الرسالة قرأتها الصين مباشرة، وردّت على تصريح الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في قمة الناتو الأخيرة، والتي قال فيها إن الصين باتت تمثل تحدياً أمنياً واقتصادياً وسياسياً، ودعت الحلف للكفّ عن المبالغة في “نظرية التهديد الصيني”. والسؤال ما هي الإستراتيجية الجديدة تجاه بكين التي أعلن عنها ستولتنبرغ؟.
كل المؤشرات تدلّ على أن خطة الضغط القصوى على الصين قد اتخذ القرار بتنفيذها، وهي جاءت ضمن سلسلة الحملات التي بدأتها الولايات المتحدة، ومجموعة السبع، والآن الناتو، والهدف منها جميعاً التدخل في شؤون الصين الداخلية عبر تشويه صورتها وشيطنتها.
بمعنى آخر، لا تريد الولايات المتحدة وأدواتها أي منافس لها، لأنها غير قادرة على “اللعب النظيف”، ولهذا نجد استخدام الناتو لعبارة “الصين ليست عدواً، ولكنها تمثل لنا تحدياً”، ما يعني أن هذا التصريح ينطوي على الإقرار بقوة الصين الاقتصادية، خاصةً وأنه قال صراحة “لا يمكن لأي دولة في الحلف بمفردها أن تتصدّى للصين، لذلك سيتمّ الإعلان عن موقف موحد بشأنها”. وهذا الموقف الذي يدخل في الإستراتيجية الجديدة ضد الصين سيركز -بلا شك- على منع اقتراب الصين من الفضاء السيبراني، والدخول في أفريقيا، والاستثمار في البنية التحتية الحيوية في أوروبا وأمريكا، وهو ما أعلن عنه ستولتنبرغ صراحةً، أي أن المطلوب إيقاف الطموح الصيني ولو بالتهديد بالقوة العسكرية التي يمثلها الناتو.