تجدُّد أزمة مياه الشرب في الحسكة بسبب الخلافات بين الاحتلال التركي و”قسد”
تزداد معاناة أهالي مدينة الحسكة ومحيطها جراء استمرار نقص مياه الشرب، وتأخر ضخها من محطة مياه علوك، بسبب مواصلة الاحتلال التركي التحكم بأوقات وعدد ساعات الضخ من جهة، فيما تعتدي ميليشيا “قسد” على خطوط الكهرباء المغذية للمحطة من جهة ثانية، ما يهدد مليون مواطن بالعطش.
وتسبَّبَ شحّ المياه الواردة من محطة علوك، وهي المصدر المائي الوحيد المغذي لمدينة الحسكة وأريافها، بارتفاع أيام التقنين من 6 أيام إلى أكثر من ثلاثة أسابيع، مع ضعف في الضخ، ووصوله إلى أعداد قليلة من سكان المدينة وأريافها.
وأكد مدير مؤسسة المياه في الحسكة، محمود العكلة أن “اعتداء الاحتلال التركي على خط الكهرباء المغذّي للمحطة، أدى إلى انخفاض الوارد المائي منها إلى كميات محدودة جداً، بالإضافة إلى منع العمال من دخول المحطة منذ أكثر من شهر”. وكشف أن “الوارد المائي انخفض من 80 ألف متر مكعب يومياً، إلى 10 آلاف متر مكعب فقط”، الأمر الذي أدى إلى “ارتفاع أيام التقنين من 6 أيام إلى أكثر من أسبوعين وثلاثة أسابيع لكل حي، وهو ما خلق أزمة حادّة في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة”، ودعا للضغط على النظام التركي لإنهاء المعاناة وتوفير المياه للأهالي.
وأشار مدير مؤسسة المياه إلى “تشكيل لجنة من قبل المؤسسة بغية مراقبة الصهاريج خاصة التي تدخل إلى مركز مدينة الحسكة للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري والتحقق من مصدرها إلى جانب إجراء تحاليل للآبار التابعة للقطاع الخاصة والمعتمدة من بعض المنظمات لتعبئة المياه ونقلها إلى الخزانات ضمن المدينة”، مبيناً أن “الحاجة تفوق قدرة الصهاريج لتأمين المياه لكامل أحياء مدينة الحسكة وريفها القريب”.
ويعاني نحو مليون مدني من سكان الحسكة وأريافها جرّاء تجدد أزمة مياه الشرب، وتكرارها أكثر من 20 مرة منذ احتلال تركيا مدينة رأس العين، ودخولها محطة علوك، في تشرين الأول 2019. وتتجدَّد مطالب الأهالي، الداعية إلى تدخُّل المنظمات الدولية، من أجل تحييد المحطة عن صراع المحتل التركي والميليشيات الانفصالية.
الأهالي الذين تزداد معاناتهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي يعتمدون اليوم على مياه الصهاريج والخزانات التي وضعها فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في أحياء المدينة، وهي لا تسد الحاجة، في حين جفت أغلبية الآبار السطحية التي حفرها الأهالي خلال الفترة السابقة وبات تأمين المياه يشكل عبئاً ثقيلاً عليهم.
يقول المواطن صالح الزغير من مدينة الحسكة: “إن المصدر الوحيد لمياه الشرب حالياً هو مياه الخزانات والصهاريج التي تعتمد على مزاج صاحب الصهريج وضميره لجهة كونها صالحة للشرب ما يشكل قلقاً مستمراً للأهالي خشية انتشار الأمراض”، مشيراً إلى أن “المحتل التركي ومرتزقته لا يهمهم أساساً معاناة الأهالي، ونحن نطالب بضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة مياه الشرب ويجب أن تتحرك المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم لوقف هذه المأساة”.
من جانبه قال علي الجضعان عضو مجلس الشعب: إن نقص مياه الشرب بات يفوق طاقة تحمل الأهالي ومحطة علوك تستباح بشكل علني من المحتل التركي دون أي رادع، متسائلاً: “إلى متى هذا الصمت من المجتمع الدولي عن الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها المحتل التركي بحق أبناء الحسكة؟!”، ونوه بالإجراءات الحكومية الرامية إلى التخفيف عن الأهالي من خلال الموافقة على إحداث أربع محطات تحلية ضمن مركز مدينة الحسكة ودعا إلى زيادتها والإسراع بإنجازها كـ ” حل إسعافي” لتأمين مياه صالحة للشرب، كما دعا كل الجهات والأطراف الدولية للعمل على الضغط على الاحتلال ومرتزقته للسماح لعمال المياه بإدارة المحطة المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون نسمة تقريباً.