أخبارصحيفة البعث

مدفيديف: الغرب سيمزّق روسيا إذا لم تنتهج سياسة مستقلة

البعث – وكالات:

حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، من أن الغرب سيمزّق روسيا إذا لم تنتهج سياسة مستقلة.

وقال مدفيديف في اجتماع مع محاربين قدامى: “يجب أن نتقبل العالم كما هو. لا يمكن لبلدنا إرضاء جميع الدول، ومحاولات إرضاء الأغلبية العظمى من الدول، كقاعدة، تنتهي بفشل الدولة، مثل هذه الدول تفقد سيادتها إما كلياً، وإما جزئياً، وتصبح تابعة لأحد ما”.

وأضاف: “كانت بلادنا مكتفية ذاتياً تماماً لفترة طويلة جداً ولم تكن تابعة لأحد ما. لطالما اتبعت بلادنا مسارها السيادي المستقل”.

وتابع: “هذا ليس سبباً لليأس، هذا سبب للعمل معاً لجعل بلادنا قوية، حتى لا يفكر أحد حتى في اتخاذ أي إجراءات عدوانية ضد دولتنا”.

وأردف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: “بلدنا فريد من نوعه، وهو أكبر بلد على الكوكب، ولا يمكن أن يكون قوياً إلا إذا انتهج سياسة خارجية مستقلة تماماً، وكان يحمي حدوده بشكل كامل بأحدث الأسلحة”.

وشدّد على أنه “خلاف ذلك وكما حدث مرات عديدة في تاريخ البشرية سوف يتم تمزيقنا ببساطة”.

وفي سياق آخر، أكد مدفيديف أن سلطات نظام كييف والأوساط المتعصّبة لديها يشكّلون تهديداً لأمن روسيا القومي.

ونقلت وكالة نوفوستي عن مدفيديف قوله في اللقاء ذاته: “الأوكرانيون ليسوا أعداء لروسيا، بل إن المتطرفين الأوكرانيين المتعصبين الموجودين في السلطة هم من يشكّلون تهديداً لأمننا وأمن عدد كبير من الناس في دونباس”، مشيراً إلى أنه في العقود الأخيرة لم يرغب أحد في الاستماع إلى مخاوف روسيا بشأن توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والقيادة الأوكرانية رفضت حل النزاع في دونباس.

وأضاف مدفيديف: من يعتقد أن القرم ليست روسية يشكّل تهديداً منهجياً بالنسبة لروسيا.

وحول العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قال مدفيديف: “لقد كان قراراً اضطرارياً فعلاً”، مشدّداً على وجود حق الدفاع عن النفس عند الدول بتوجيه ضربات وقائية عند تهديد أمن البلاد.

وفي السياق، قال أندريه كليشاس رئيس لجنة التشريع الدستوري بمجلس الاتحاد الروسي: إن تهديدات سلطات كييف بمهاجمة القرم، تؤكد ضرورة اجتثاث النازية ونزع السلاح في جميع أنحاء أوكرانيا.

وأضاف السيناتور الروسي: “التهديدات من جانب العسكريين الأوكرانيين بمهاجمة شبه جزيرة القرم أو جسر القرم، تؤكد أن اجتثاث النازية ونزع السلاح يجب أن يتم في جميع أنحاء أوكرانيا، وإلا فسيبقَ هناك تهديد دائم لأراضينا ومواطنينا وبنيتنا التحتية”.

وفي وقت سابق، أدلى أليكسي أريستوفيتش، مستشار رئيس مكتب فلاديمير زيلينسكي، بتصريح أكد فيه التخطيط لمهاجمة جسر القرم “عند أول فرصة تقنية ممكنة”.

وقبل ذلك، أعرب ديمتري مارشينكو، اللواء في الجيش الأوكراني، عن اعتقاده بأن جسر القرم سيصبح الهدف الأول إذا تم تزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة اللازمة من الولايات المتحدة وأوروبا.

بعد ذلك، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن الجيش الروسي يتخذ كل ما يلزم من تدابير لضمان أمن شبه جزيرة القرم. وذكر أيضاً أن التهديدات التي يطلقها الجانب الأوكراني، معروفة للسلطات الروسية ويتم أخذها في الاعتبار.

بدوره قال وزير الخارجية سيرغي لافروف: إن الجانب الروسي يأخذ بالحسبان كل تصريحات سلطات كييف، وشدّد على أن هذه الخطط ستفشل حتماً.

وفي شأن آخر، أشار كليشاس إلى انتهاء حقبة إنكار دول الناتو للقانون الدولي واندثار عهد استخدام القوة منها لتحقيق مصالحها الجيوسياسية.

وفي تعليقه على كلمات رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، شدّد كليشاس على أن روسيا وضعت نقطة النهاية، لسياسة الاستعمار الجديد من جانب الغرب و”لعصر الهيمنة الغربية”.

وفي وقت سابق، صرّح بلير بأن عصر الهيمنة السياسية والاقتصادية للغرب يقترب من نهايته، وأن العالم يتجه نحو مفهوم القطبية الثنائية وربما التعددية القطبية.

وقال السيناتور: “عصر هيمنة الغرب الذي يبدي بلير قلقه عليه، هو عصر إنكار القانون الدولي وعصر الاستخدام التعسفي للقوة من دول الناتو حول العالم لإرضاء مصالحها الجيوسياسية. وهو محقّ، لقد انتهى عصر إنكار سيادة الدول الأخرى.. هذه العقود الثلاثة من الهيمنة الاستعمارية الجديدة للغرب تحت غطاء الثرثرة حول الديمقراطية الليبرالية، انتهت”.

وشدّد كليشاس على أن روسيا، وضعت حداً للسياسة الاستعمارية الجديدة للغرب تحت ستار “قيم الديمقراطية الليبرالية”، وأكد أنه لن تكون هناك عودة للاستعمار الليبرالي الجديد.

من جهة ثانية، وفي سياق البازار السياسي المفتوح حالياً في بريطانيا لرئاسة الحكومة الجديدة، وعدت وزيرة السياسات التجارية بيني موردونت، المرشحة لتزعم حزب المحافظين والحكومة البريطانية، بأن تقود جهود الغرب ضد روسيا إذا تم انتخابها لترؤس مجلس الوزراء.

وقالت موردونت: “إذا أصبحت رئيسة للوزراء، سآخذ على عاتقي الدور الرئيسي في ردّ الغرب على هذا العدوان الوحشي وسأضمن أن يحصل أصدقاؤنا الأوكرانيون في نهاية المطاف على حريتهم”.

وشدّدت على أنها ستواصل اتباع سياسة رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون، لدعم أوكرانيا، كما وعدت موردونت “بمضاعفة” التعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين لتنسيق الدعم العسكري لأوكرانيا.

وقالت: “نحن ندرس الخيارات المتاحة لتوسيع تدريب العسكريين الأوكرانيين في بريطانيا، وإنشاء فرقة عمل بقيادة البحرية الملكية لإدارة الاتصالات وإزالة الألغام في المياه الاستراتيجية الحيوية في البحر الأسود. بالإضافة إلى ذلك، سنعزز العمليات الإعلامية في أوكرانيا لمواجهة التضليل الروسي وزيادة استقرار وثبات أوكرانيا في الداخل”.

ومع ذلك، أكدت موردونت أن بريطانيا “لا تسعى إلى مواجهة مع روسيا”.