بعد قطعها من قبل الاحتلال التركي و”قسد”.. جهود حثيثة لتأمين مياه الشرب للحسكة
تشتدّ أزمة مياه الشرب في مدينة الحسكة وأريافها، بعد توقّف محطة علوك، المصدر المائي الوحيد المغذّي للمنطقة، عن العمل لليوم الخامس على التوالي، ومع استمرار انقطاع المياه عن أغلبية أحياء المدينة للأسبوع الرابع على التوالي، نتيجةَ التوقّف التدريجي للمحطة عن الخدمة.
وخفّض الاحتلال التركي الضخ من محطة علوك، بالتدريج، من 80 ألف متر مكعّب يومياً، إلى أقلّ من 10 آلاف متر مكعّب في اليوم، وهو ما أدى إلى عدم وصول المياه إلى منازل المدنيين، وتوقّف الضخ بصورة كليّة لليوم الخامس على التوالي، الأمر الذي أدّى إلى حرمان نحو مليون مواطن من المياه.
ورداً على تخفيض الوارد المائي من محطة علوك إلى أدنى مستوى له، منذ احتلال تركيا مدينةَ رأس العين وريفَها، قطعت ميليشا “قسد”، العميلة للاحتلال الأمريكي، الكهرباء عن المحطة، الأمر الذي أدّى إلى توقّف عملها على نحو كامل.
ولتخفيف آثار الجريمة، تم اليوم تسيير قافلة من الصهاريج لتعبئة المياه في الخزانات المنتشرة في شوارع المدينة، وإيصال المياه إلى المواطنين بشكل مباشر في الشوارع التي لا تحوي خزانات.
المبادرة التي أقيمت بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية الخدمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” تعمل على تأمين كميات إضافية من مياه الشرب للأهالي عبر تسيير19 صهريجاً في ظل الحاجة المتزايدة للمياه نتيجة الظروف الجوية وارتفاع درجات الحرارة.
وبين رئيس لجنة متابعة تأمين مياه الشرب في المحافظة عضو المكتب التنفيذي حسن الشمهود أن اللجنة باشرت، وبالتعاون مع عدد من المنظمات الإنسانية ومؤسسة المياه ومجلس مدينة الحسكة، بتوفير كميات إضافية من مياه الشرب تقدر بنحو 2000 متر مكعب يتم نقلها عبر الصهاريج الكبيرة والمتوسطة، وسيتم توزيع المياه على مركز مدينة الحسكة والأحياء المحيطة بشكل يومي لتخفيف آثار جريمة الحرب التي يرتكبها المحتل التركي بقطعه مياه محطة علوك عن ما يزيد على مليون مواطن في المحافظة.
عضو المكتب التنفيذي المشرف على عمليات توزيع المياه محمد الكاين أوضح بدوره أن المبادرة ستتبعها يوم غد مبادرة أخرى بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وعدد من الجمعيات والهيئات لتسيير صهاريج مياه إضافية بهدف تأمين حاجة المواطنين من مياه الشرب، مشيراً إلى أن العمل يتم كذلك لإطلاق مبادرات إضافية بالتعاون مع المجتمع المحلي لذات الغرض خلال الأيام القادمة.
مدير مؤسسة المياه المهندس محمود العكلة ذكر أن المبادرة تهدف إلى إيصال المياه إلى الأهالي ضمن مركز مدينة الحسكة والأحياء، ولا سيما في بعض الشوارع التي لا توجد فيها خزانات تعبئة منتشرة في الشوارع، مبيناً أن كميات المياه ستتضاعف يوم غد في ظل إطلاق مبادرة من قبل الجمعيات الخيرية وتسيير مجموعة من الصهاريج الإضافية لتخفيف المعاناة وتوفير مياه الشرب الصالحة للاستهلاك البشري والتي تتم تعبئتها من منهل نفاشة وتعقيمها وتأمينها للمواطنين.
رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري علي منصور أشار إلى أن الهلال وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر سير اليوم 14 صهريجاً مخصصاً قسم منها لتعبئة خزانات المياه المنتشرة في شوارع المدينة، وقسم آخر سيقوم بتعبئة المياه للأهالي بشكل مباشر، ولا سيما المناطق والشوارع التي لا يوجد بها خزانات مياه، مبيناً أن عدد الخزانات المنتشرة في مدينة الحسكة ومحيطها لتأمين مياه الشرب للأهالي بشكل يومي يبلغ 244 خزاناً سعة 25 برميلاً.
رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو أوضح أن المجلس سير اليوم صهريجاً وسيسير يوم غد اثنين آخرين لتوفير مياه الشرب ومساندة الجهود المبذولة في هذا الخصوص، كما توفر الآبار الثماني والعشرون المنتشرة في عدد من النقاط في مدينة الحسكة المياه المخصصة للاستعمالات المنزلية للأهالي وتخفف من حاجتهم لاستهلاك المياه المخصصة للشرب.
أهالي مدينة الحسكة أكدوا أهمية المبادرة ودورها في توفير كميات من مياه الشرب الضرورية ولكن تبقى الحاجة الفعلية أكبر بكثير في ظل الحاجة المتزايدة للمياه سواء للشرب أو الاستعمالات المنزلية وارتفاع درجات الحرارة في المحافظة، داعين المنظمات والهيئات الأممية للضغط على المحتل التركي لتحييد محطة علوك وإعادة تشغيلها لتوفير المياه لأهالي مدينة الحسكة والريف الغربي.
وكانت محطة مياه علوك بريف الحسكة الشمالي توقفت عن العمل بشكل كامل في السادس عشر من الشهر الجاري من جراء اعتداءات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية وميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي على خطوط التوتر التي تنقل الكهرباء إلى المحطة وإيقاف المضخات داخلها عن العمل ما يهدد بحرمان أكثر من مليون مواطن من المياه في مدينة الحسكة وريفها.