ما هي الفائدة السلبية؟
سعر الفائدة الأساسية هو نسبة الفائدة التي يحدّدها المصرف المركزي في أي بلد ويدفعها على إيداعات البنوك التجارية لديه ويحصّلها على الاقتراض منه، وعلى أساسه، تحدّد نسب الفائدة على الادخار والقروض، بما فيها القروض العقارية، التي تقرّها بنوك التجزئة لتدفعها على مدخرات المودعين فيها أو تحصّلها على قروضها للشركات والأفراد، وتحدّد البنوك والمؤسسات المالية سعر فائدة التجزئة استناداً إلى سعر الفائدة الأساسية الذي يقرّره المصرف المركزي.
ومنذ مطلع 2020، خفّض مصرف إنجلترا سعر الفائدة إلى نحو صفر (0.1 %)، وهو ما أبقى عليه في اجتماع لجنة السياسات النقدية، وكذلك معظم المصارف المركزية في الاقتصادات المتقدمة، تحافظ على أسعار الفائدة حول الصفر بهدف التحفيز على إقراض الشركات والأفراد بما يساعد على الإنفاق والحفاظ على حركة الاقتصاد. ويشجع على ذلك أنه لا توجد ضغوط تضخمية، إذ إن معدلات التضخم أقل من المستهدف.
ويرى كثير من الاقتصاديين أن الفائدة السلبية هي عقاب للمدخرين، الذين إذا لم يجدوا عائداً على ادخارهم أو اضطروا إلى دفع مقابل ادخار أموالهم، سيسحبون تلك الأموال ويحتفظون بها نقداً، ومن شأن ذلك أن يضعف الملاءة المالية لبنوك التجزئة والمؤسّسات المالية التي تقرض استناداً إلى حجم الادخار فيها. أما الفائدة بالسالب، فتعني أن يتمّ الإقراض ليس بكلفة أقل أو حتى من دون كلفة، ولكن نظرياً أن يدفع البنك للمقترض، والعكس للمدخرين، فيكون على من يدخر أمواله أن يدفع للبنك الذي يدخرها فيه.
طبعاً هذا نظرياً، ولا يحدث في الواقع بالنسبة إلى تعاملات التجزئة، فمثلاً، على الرغم من أن سعر الفائدة الأساسي الآن قرابة صفر، تجد الفائدة على القروض العقارية فوق 1% وعلى القروض الشخصية أيضاً، أما على الادخار، فتجدها ما بين 0.2 و0.5%، ومن الفارق بين الفائدة على الادخار والفائدة على الإقراض، تحصل البنوك على النسبة الأكبر من عائداتها وأرباحها.
وفي الحالات التي تخفّض فيها المصارف المركزية الفائدة بالسالب، ينطبق ذلك في الأساس على تعاملات المصرف المركزي مع بنوك التجزئة.
وحين تجد تلك البنوك أن عليها أن تدفع مقابل إيداع أموالها لدى المصرف المركزي تسحب تلك الأموال وتستخدمها في الإقراض، في الوقت ذاته، تستطيع بنوك الاقتراض من المصرف المركزي وتحصل على مقابل بمقدار نسبة الفائدة السلبية. فالمصرف المركزي الأوروبي قرر سعر فائدة سلبية عند (0.5-)%، لكن ذلك ينطبق على احتياطيات بنوك التجزئة لدى المركزي الأوروبي فحسب، وفي اليابان، سعر الفائدة الأساسية سلبي أيضاً عند(0.1-)%. أما سويسرا مثلاً، فلديها أقل سعر فائدة سلبية عند (0.7-)%، والدنمارك عند (0.6-)%.
وفي ألمانيا، ونتيجة سعر الفائدة الأساسية تحت الصفر، سحب المدخرون أموالهم من البنوك، وتشير أرقام المصرف المركزي الألماني إلى أن موجودات الادخار النقدي (خارج البنوك) لدى الأسر والأفراد تضاعفت ثلاث مرات منذ قرّر المصرف المركزي الأوروبي الفائدة السلبية في 2014 ليصل حجم الادخار في شكل نقد إلى أكثر من 52 مليار دولار.