صحيفة البعثمحافظات

أيقونة أفاميا الأثرية.. خدمات معدومة وآثار منهوبة 

حماة – ذكاء أسعد

بدأت قلعة المضيق والتي تقع شمال غرب حماه تستعيد عافيتها بعد تحريرها من الإرهاب على يد الجيش العربي السوري لتشهد عودة متسارعة للأهالي وللحياة الطبيعية في ظل تردي شديد في الواقع الخدمي من مياه وكهرباء وصرف صحي ناتج عن أعمال التخريب الإرهابية التي طالت البنى التحتية العامة والخاصة.

وعلى وقع مطالبة الأهالي بتأمين الخدمات الأساسية والعمل على تذليل العقبات، وإيجاد الحلول لتحسين الواقع الخدمي، بين رئيس مجلس بلدة قلعة المضيق إبراهيم عبد إبراهيم لـ”البعث” أن نسبة دمار المنشآت العامة والخاصة نتيجة ممارسات المجموعات الإرهابية تزيد عن 50%، منها صوامع الحبوب التي تعتبر ثاني أكبر صوامع في الشرق الأوسط وقد تمت سرقة كافة محتوياتها وتجهيزاتها.

وأضاف إبراهيم أنه وبعد عودة ما يزيد عن 80 عائلة، أصبح الواقع الخدمي للبلدة بحاجة إلى مزيد من التحسين، ولاسيما لجهة تأمين المياه، علماً أنه يوجد في البلدة أربعة آبار، ثلاثة منها خارج الخدمة، وبئر واحد يتم تشغيله على (الديزل ) كل 15 يوم ساعة واحدة فقط، مشيراً إلى أنه تم رفع العديد من الكتب للمحافظة بهذا الشأن والتي بدورها حولتها إلى مؤسسة المياه في حماه، ووعدت الأخيرة بزيادة كمية المازوت البالغة حالياً 20 لتر شهرياً فقط.. ليتبين لاحقاً أن الوعود ذهبت أدراج الرياح ..!.

وبالانتقال إلى أفاميا التابعة لمنطقة قلعة المضيق ومنزلتها الأثرية على مستوى العالم -بدليل أنها كانت في فترة ليست ببعيدة مقصداً لآلاف السياح من مختلف أصقاع الأرض لما تحمله من إرث حضاري ثمين- فلم تسلم أيضاً من يد الإرهاب، وفقاً لإبراهيم الذي أكد سرقة آثارها وتهريبها عبر تركيا ولبنان إلى دول أخرى، ومن ضمنها بعض اللوحات الفسيفسائية التي تم ضبطها وإعادتها بالإضافة إلى سرقة بعض التيجان والأعمدة المزخرفة.

يفرض الجانب الاقتصادي والتنموي حضوره في القلعة، ويضع الجهات المعنية على محك الاشتغال عليه، وفي هذا السياق يطالب إبراهيم بإعادة مزرعة باب الطاقة الخاصة بتسمين السمك والبالغ مساحتها حوالي 700 دونم، إلى دائرة الإنتاج، من خلال تأهيلها وإعادة زراعة الأسماك فيها، نظراً لدورها الاقتصادي في مثل هذه الظروف الاستثنائية.

وأكد المهندس محمود عيسى مدير الثروة السمكية في المنطقة الوسطى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لعودة مزرعة باب الطاقة ووحدة أسماك القلعة، للعمل، مشيراً إلى أنه تم تشكيل الكادر الفني وتسمية مدراء لهاتين المزرعتين ومراسلة الجهات المختصة في حماه لتأمين الموافقات المطلوبة للتأكد من عدم وجود أية عوائق تعطل عمل المزرعتين، وأضاف أنه تم إدراج المزرعتين ضمن الخطة الاستثمارية لعام 2022 لإعادة تأهيلهمها وفق مراحل أولها إعادة تأهيل الأحواض والممرات وصالة التفريخ والمستودعات.

بدوره أكد محمد حافظ برحوش نائب رئيس البلدة أن مساحة الأراضي الزراعية تبلغ 190 ألف دونم وتزرع بكافة المحاصيل الشتوية والصيفية والأشجار المثمرة كأشجار الزيتون، لكن المجموعات الإرهابية قامت بقص الأشجار وحرق القسم الباقي منها وطالب الجهات المعنية بمساعدة المزارعين وتعويضهم وتأمين مستلزماتهم الزراعية.

وفي الوقت الذي بين فيه برحوش وجود 9 مدارس خارج الخدمة بلغت نسبة تدميرها الـ70%، فضلاً سرقة كافة محتوياتها، أوضح يحيى عبد الغني منجد مدير التربية في حماه أن التربية لم تدخر أي جهد لصيانة وترميم المدارس في القرى والبلدات المحررة مؤكدا البدء بتجهيز مدرسة غزوان الرشيد في قلعة المضيق.

مختار البلدة محمد حسين سلوم عرض العديد من المشكلات والمطالب منها مشكلة الاتصالات والكهرباء وتعرض كابلاتها الأرضية والضوئية وكافة أجهزتها للسرقة، وعدم جدوى الكتب المرسلة للجهات المعنية بهذا الخصوص، ناهيكم عن عدم ترحيل الأنقاض والمقدر حجمها بحوالى 30 ألف متر مكعب، كما طالب سلوم بصيانة وتعزيل الصرف الصحي وتزويد البلدة بأغطية ريكارات  وتعبيد الطرقات وتأهيل المركز الصحي والمركز الثقافي الذي تمت سرقة محتوياته كاملة.

بدوره أكد المهندس منيب الأصفر مدير الشركة السورية للاتصالات في حماه استعداد الشركة لصيانة وتأهيل كافة الوحدات والمراكز للقرى والبلدات التي تشهد عودة متسارعة للأهالي حسب الأولوية وبما يتواءم مع الاعتمادات والمواد المتوفرة.

وأوضح المهندس محمد مشعل مدير الخدمات الفنية في حماه وجود أولويات حسب عودة الأهالي إلى المناطق، مؤكدا أنه سيتم إرسال ورشة عمل مزودة بتركس وقلابين الأسبوع القادم ليتم ترحيل الأنقاض، إضافة إلى دراسة مدرستين  وإحالتهما إلى لجنة إعادة الإعمار، وفيما بخص النظافة بين مشعل أنه يتوجب على رئيس مجلس البلدة تقديم طلب للمحافظة ليتم استئجار آلية وذلك بعد موافقة المحافظ.

من جهته المهندس أحمد اليوسف مدير الشركة العامة لكهرباء حماه ، أشار إلى أنه يتم حاليا إعداد دراسة شبكة كهربائية لخط 20 ك. ف المغذي لمدينة أفاميا (قلعة المضيق) من محطة تحويل الشريعة 20/66 ك. ف، مع دراسة تجهيز مراكز التحويل في المدينة حسب أولوية توضع السكان وذلك لتنفيذها خلال النصف الثاني من العام الجاري او بداية العام القادم وفق توفر التجهيزات الكهربائية اللازمة

المهندس فادي عباس مدير الشركة العامة للصرف الصحي في حماه أكد عدم وجود مشاريع للصرف الصحي خارج المخططات حاليا وسيتم الكشف عن الشبكة  قريبا ليتم العمل على صيانتها، وبالنسبة لأغطية الريكارات بين أنه سيتم مراسلة المنظمات لتزويد البلدة بها.

وأخيرا وللمرة الثالثة على التوالي تم التواصل مع مؤسسة مياه حماه ومديرها  هاتفيا للسؤال عن واقع المياه في قلعة المضيق وفي قرى وبلدات أخرى سابقا، لكن لا حياة لمن تنادي..!.