كارثة إنسانية جديدة.. ارتفاع وفيات حريق مشفى ذي قار إلى 110
ارتفع عدد ضحايا الحريق، الذي اندلع أمس داخل مركز عزل لمصابي كورونا في أحد مستشفيات محافظة ذي قار جنوب العراق، إلى 110 أشخاص، وإصابة أكثر من 50 آخرين.
وهذا الحريق هو ثاني أسوأ حريق يطال مستشفى في العراق، ففي نيسان الماضي وقعت كارثة إنسانية عقب اندلاع حريق في مستشفى ابن الخطيب في بغداد أدى إلى وفاة أكثر من 80 شخصاً وإصابة العشرات.
وقال مصدر في مديرية صحة محافظة ذي قار: إن عدد الضحايا حتى صباح اليوم بلغ 110 أشخاص، 77 منهم تمّ التعرف على هوياتهم، و33 لم يتم التعرف عليهم بسبب تفحم الجثث.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران وهي تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود. وعادة، تحتوي مراكز عزل مصابي فيروس كورونا على الكثير من اسطوانات الأوكسجين التي تحدث انفجارات هائلة حال وصول النيران إليها.
وكانت حصيلة سابقة للحريق، الذي نشب في مشفى الإمام الحسين في مركز محافظة ذي قار، أشارت إلى وفاة 58 شخصاً من المرضى والكادر الطبي.
وقالت مديرية صحة ذي قار: إن “الحريق أتى على عدة كرفانات شيدت داخل مشفى الإمام الحسين، الأمر الذي حاصر المصابين وتسبب في وفاة 58 منهم إضافة إلى العديد من المصابين”، مضيفة، في بيان مقتضب، إن “حريق مستشفى الإمام الحسين ناجم عن عدم التعامل الصحيح مع عبوات الأوكسجين”.
في سياق متصل، أصدر اجتماع عقد برئاسة رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، قرارات عدة بينها سحب يد مسؤولين في محافظة ذي قار. وقال مكتب الكاظمي في بيان، إن “رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، عقد اجتماعاً طارئاً ضم عدداً من الوزراء والمسؤولين والقيادات الأمنية؛ وذلك للوقوف على أسباب حادثة حريق مستشفى الإمام الحسين في محافظة ذي قار، ومعالجة تداعياتها”. وأضاف أن “الاجتماع خرج بالقرارات الآتية، وهي البدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة، وتوجه فريق حكومي فوراً إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً”. كما قرر “سحب يد وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق أعلاه، وتوجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار”.
وتابع البيان: إن “مجلس الوزراء قرر اعتبار ضحايا الحريق شهداء، وإرسال الجرحى إلى خارج العراق لتلقي العلاج اللازم، وإعلان الحداد في البلاد ثلاثة أيام، وإجراء تحقيق حكومي عالي المستوى للوقوف على أسباب الحادث”.
رئيس الجمهورية برهم صالح اعتبر أن “فاجعة المستشفى في ذي قار نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات”. وشدد على أن “التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم”، مشيراً إلى أنه “لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين”.
بدوره، قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي عبر “تويتر” إن “فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين”، داعياً إلى “وضع حدٍّ لهذا الفشل الكارثي”.
كما وأسفت شخصيات عراقية عدة، وقال أمين عام “حركة النجباء” أكرم الكعبي إن “تكرار هذه الحرائق وبالطريقة نفسها يشير إلى وجود تقصير حكومي واضح، وأن في وزارة الصحة المنهوبة أياد خفية تتلاعب بمصائر ومقدرات الناس، وإلا ما معنى أن يموت الناس بالعشرات وتتفحم جثثهم تحت وطأة النيران مرات ومرات من غير حلول أو محاسبة للمقصرين؟”.
أما أمين عام “عصائب أهل الحق” فتساءل: “رئيس الحكومة وآخرون يبذلون كل جهدهم لمنع قصف القواعد العسكرية الأميركية حفاظاً على أرواح ومعدات الأميركيين، هل من الممكن أن يبذلوا جزءاً من هذا الجهد من أجل الحفاظ على أرواح العراقيين؟”.
كما وطالب رئيس “تحالف قوى الدولة الوطنية” عمار الحكيم “الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحادث ومحاسبة المقصرين والمتسببين”، معرباً عن استغرابه “من عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة”.
هذا وتجدّدت الاحتجاجات في محافظة ذي قار، وذكرت مصادر أن محتجين أحرقوا إطارات السيارات وأغلقوا بعض الطرقات على خلفية ما حدث من حريق في مستشفى الحسين التعليمي، وأضافت: أن صدامات حدثت مع القوات الأمنية، التي أطلقت الرصاص الحي لتفريقهم.