“أبداً كنت أنا”.. اتحاد الكتّاب بحلب يكرم الشاعر سعيد رجو
حلب- غالية خوجة
أن يتمّ تكريم الكاتب وهو حيّ فتلك مبادرة إنسانية تنتهجها الجهات الثقافية والفنية والمعرفية في زمن إعادة البناء الإنساني والمكاني والزماني، وهذا ما يساهم به اتحاد الكتّاب العرب ووزارة الثقافة، وينعكس إيجابياً على المكرّم، والحضور الذي نوّه بهذه اللفتة الجميلة من خلال الأمسية التي أقامها اتحاد الكتّاب- فرع حلب، وتحدث فيها الكاتب محمد جمعة حمادة أمين الصندوق بفرع حلب عن تجربة الشاعر سعيد رجو الحياتية والكتابية، معتبراً ما قدّمه إطلالة من شرفة ما على الذاكرة الماضية ومعاناتها المختلفة وصراعاتها القدرية التراجيدية، مقابل ما عكسته ذات الشاعر من تحديات وانتصارات على هذه التراجيديا، وبمساعدة من أصدقائه الكتّاب في حلب ودمشق وسورية عموماً.
اتّسم ما قدّمه حمادة بالبيبلوغرافيا والسيرة الذاتية والتأريخية التي تشعّبت مع مسيرة الشاعر سعيد رجو بواقعيتها وشعريتها، بدءاً من معاناته مع اليُتم وفقدانه لأبيه وهو في عمر 8 سنوات، تلتها معاناته المادية التي جعلته يعيل أمه وأسرته فلم يكمل تعليمه، ثم معاناته النفسية مع الواقع وتحولات المجتمع والمتغيرات الأيديولوجية والسياسية، كونه أحب فتاة برجوازية في حي الفرافرة، لكنه تزوج بأخرى، ثم ماتت ابنته، وماتت زوجته الأولى، ثم عانى من السجن ومن انهيارات مختلفة ذاتية ومجتمعية ودولية، ولاسيما انهيار الاتحاد السوفييتي.
وتابع حمادة: لم تمنعه هذه الحياة الظالمة من التعبير عن مواقفه الوطنية، خصوصاً وأنه عاصر العدوان الثلاثي على مصر وكتب نشيد المقاومة، كما أن ما كتبه ونشره في مجلة الشهباء الثقافية ضد الربيع الأسود يعبّر عن مواقفه الوطنية.
أمّا عن شعره، فأكد حمادة أنه يتفرع إلى حالات مختلفة، منها الصراع الطبقي والاجتماعي، ومنها صراعه مع الذات والزمن، ولاسيما أن أمله خاب في العديد من رفاق الدرب، وبالمقابل، هناك من سانده، مثل وليد إخلاصي الذي قدّم لرجو طلب عمل في اتحاد الكتّاب العرب لينتشله من خلف مكواة الثياب. ولفت إلى أن رجو الذي كتب الشعر منذ 1960، عاصر العديد من الشخصيات الثقافية والأدبية في المشهد السوري والعربي، أمثال صدقي إسماعيل، جلال قضيماتي، علي عقلة عرسان، عمر الدقاق.
واختتم حمادة بذكر المنتج الشعري للشاعر سعيد رجو الذي أصدر 10 مجموعات شعرية، و3 قيد النشر، وكتاباً نثرياً “أبداً كنت أنا”، لعله تشاركَ مع حلمه في المدينة الفاضلة “شيء غير الخبز”.