نزلات البرد هذا الصيف أسوأ من أي وقت مضى
بعد عام من عدم وجود إصابات بعدوى الأنفلونزا أو الفيروسات الأخرى تقريباً، عادت نزلات البرد والأنفلونزا بقوة انتشار أشد ضراوة، وترجع بعض الأسباب إلى أن الالتزام بالمبادئ التوجيهية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الإقليمية والمحلية الخاصة للتباعد الجسدي وارتداء الكمامات الواقية للحماية من العدوى خلال جائحة كوفيد-19، والتي أدت عن دون قصد إلى قلة قدرة أجهزة المناعة على مكافحة الجراثيم والبكتيريا الأخرى، ومع بدء التخفيف التدريجي من التدابير الاحترازية عادت الأنفلونزا إلى الانتشار مجدداً بقوة عقب عام من الأمان النسبي.
وشهد العام الماضي تراجعاً ملحوظاً في حالات الأنفلونزا والفيروسات الأنفية والالتهابات الفيروسية الشائعة الأخرى، بل إن نزلات البرد والأنفلونزا التي تسببها فيروسات الجهاز التنفسي، كانت شبه معدومة في عام 2020 حيث لم يكن لديها فرصة للانتشار من شخص لآخر، ولكن تزداد الحالات حالياً بعد أن تم رفع القيود المتعلقة بالجائحة، وأشار المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC إلى أن الفيروس المخلوي التنفسي RSV انتشر بكثافة هذا الصيف عبر ولايات الجنوب الأميركي، فيما يعد أمراً نادراً حيث إن المعتاد أن ينتشر في شهري الخريف والشتاء.
ويرى بعض الخبراء أنه نتيجة لحدوث هذه الطفرة، فإن حالات العدوى بفيروس RSV وأنواع أخرى من الأنفلونزا أصبحت أكثر خطورة من ذي قبل، حيث يعاني العديد من الأعراض القوية التي تدوم لفترة أطول من الالتهابات بالمقارنة مع السنوات السابقة.
ويعد موسم الأنفلونزا الصيفي هذا خطيراً بشكل خاص على كبار السن والأطفال الصغار حيث يتسبب الفيروس المخلوي التنفسي في حدوث ما يصل إلى 500 حالة وفاة سنوياً بين الأطفال دون سن الخامسة و14000 حالة وفاة سنوياً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. ويعد منع هذه الأنواع من الطفرات أمراً صعباً على الرغم من أن الخبراء يوصون بإتباع الإرشادات الكلاسيكية مثل غسل اليدين المتكرر وتغطية الأنف والفم عند السعال والعطس لمكافحة الأنفلونزا. وربما يكون ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة أيضاً نصيحة قيّمة للأشخاص الذين يوجد بين أفراد أسرهم من هم أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي، وهو الأمر الذي يتم ممارسته بشكل شائع بالفعل في بعض البلدان الآسيوية خلال موسم الأنفلونزا.