الماء للقتال
أصبح الماء سبب الحروب، وهذا هو الحال في الشرق الأوسط وما وراءه في الوقت الحالي، كانت الخلافات مستعرة منذ قرون حول كيفية تخصيص مياه الأنهار الكبرى في العالم – النيل ودجلة والفرات مثلا – لكنها لم تصل إلى حد الحرب الشاملة، لكن تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة البحار وتقلبات الطقس الشديدة قد تؤدي إلى الاقتراب من أول حرب مياه مباشرة منذ أيام في بلاد ما بين النهرين القديمة.
يمكن أن تأتي حرب مياه القرن الحادي والعشرين على شكلين:
الأول باستجابة مذعورة لارتفاع مستوى البحار، حيث يعيش حوالي 150 مليون شخص بارتفاع متر واحد أو أقل فوق مستوى سطح البحر حاليا، ما يعني أن ارتفاع مستوى البحار سوف يشرّد الكثيرين ليصبحوا لاجئين بسبب المناخ، وما يتبعه من حالة كبيرة من عدم الاستقرار.
أما الثاني فقد يكون قاب قوسين أو أدنى، فقد حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثيوبيا بأنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية إذا كان سد النهضة الجديد يعني خروج المصريين من دون مياه، بينما في المقابل يطمح رئيس الوزراء الأثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام بملء الخزان لإنشاء أكبر مصنع للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وبالتالي يصبح مصدراً رئيسياً للطاقة.
إن الصراع العسكري بين مصر وأثيوبيا سيكون قاسياً، ولكن حتى الآن افترض صانعو السياسة أن الوساطة ستعمل على حل النزاعات المتعلقة بالمياه، وكانت الحيلة هي إقناع مجلس الأمن الدولي بما يكفي لإصلاح نوع من اتفاق تقاسم الأنهار، وضبط النفس.
كذلك الأمر في منطقة الجزيرة شمال سورية، حيث إمدادات المياه منخفضة بسبب قطع النظام التركي تدفق نهر الفرات، وما يتسبب به ذلك من ندرة في مياه الشرب، وانعدام الماء لري المحاصيل الزراعية.
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وصلت أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط تقريباً إلى مستوى غير مقبول، وينبغي أن يدق ذلك ناقوس الخطر في جميع أنحاء المنطقة.
ترجمة وإعداد: هناء شروف