فوضى عارمة ونيران أميركية في مطار كابول.. موسكو: ماذا عن حقوق الإنسان؟!
كشفت السفارة الروسية في كابول، اليوم الاثنين، أن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، هرب من كابول بسيارات مليئة بالأموال، وبقي بعضها في المطار لعدم تمكنه من نقل الأموال كلها.
وقال السكرتير الصحفي للبعثة الدبلوماسية الروسية، نيكيتا إيشينكو، إن “4 سيارات كانت مليئة بالمال، وجزء آخر من الأموال حاولوا وضعها في طائرة مروحية، لكنها لم تستوعبها، فبقي جزء من الأموال ملقاة على أرض مدرج الإقلاع في المطار”.
وقالت وكالة “كابول نيوز” إن الرئيس المستقيل كان يخطط منذ أيام للهروب من كابول، ولذلك “قام بإبعاد الحراس والموظفين من القصر الجمهوري وعلى مراحل”. وأضافت أن الرئيس غني “أدخل السيارات في مكان معزول وبدأ بتحميلها بنحو 450 مليون دولار، كان يحتفظ بها في قصره، مشيرةً إلى أنه وبعد تحميل الأموال صعد بالمروحية التي توجهت إلى المطار وانتظر هناك وصول السيارات المحملة بالأموال ولكنها لم تصل، فصعد بالطائرة وتوجه إلى طاجيكستان التي رفضت السماح لطائرته بالهبوط، وظلت تخوم في أجواء المنطقة لعدة ساعات قبل أن يُسمح له بالهبوط”.
وخلال الأيام الأخيرة، بسطت “طالبان” سيطرتها على معظم أراضي أفغانستان، فيما سيطر مسلحوها على جميع المعابر الحدودية.
واستولت الحركة، يوم الأحد، على العاصمة كابول، ودخل مقاتلوها القصر الجمهوري، بعد مغادرة الرئيس غني إلى خارج البلاد. وأكّد مسؤول في “طالبان” أن أكثر من 90% من المباني الحكومية وجميع نقاط التفتيش الرئيسية تقريباً في كابول تحت سيطرة الحركة، في وقت أصبح جزء كبير من ترسانة الأسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة القوات الأفغانية بين أيدي عناصر “طالبان”.
وعمّت الفوضى مطار العاصمة كابول، بسبب التحليق الكثيف للمروحيات التي تقل على متنها موظفين في البعثات الدبلوماسية، وإزاء ازدحام المطار بمواطنين يحاولون الهروب من حركة “طالبان”.
وعلّقت إدارة مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول، اليوم الإثنين، الرحلات التجارية “حتى إشعار آخر”، لإتاحة الفرصة للطيران المدني لنقل المسافرين المغادرين. ونقلت وسائل إعلام محلية عن إدارة المطار قولها إن حركة الطيران التجاري “معلقة مؤقتاً”، بسبب الفوضى والتزاحم الناجم عن رغبة مسافرين بمغادرة البلاد.
وبدأ العديد من دول العالم بإجلاء رعاياها من أفغانستان، بعد سيطرة “طالبان” على مناطق واسعة من البلاد. وتُظهر لقطات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد من الفوضى العارمة على مدرج المطار حيث يحاول أفغان تسلق السلالم المؤدية إلى الطائرات.
وتحت أنظار مئات الأشخاص، حاول أولئك الذين تمكنوا من صعود السلالم ومعظمهم من الشباب بعدها مساعدة آخرين للحاق بهم وقد تشبث بعضهم بكل قوته بالقضبان.
وأطلقت القوات الأميركية النار في المطار، للسيطرة على الحشد، وتحدثت بعض المصادر عن سقوط عدد من القتلى إثر ذلك. وطلبت السفارة الأميركية في “كابول” عبر “تويتر” من المواطنين الأميركيين الذين ما زالوا في البلاد ومن الأفغان “عدم التوجّه إلى المطار”.
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن مطار كابل مكتظ بالذين يطلبون من واشنطن مساعدتهم في مغادرة أفغانستان، ولكنها تجاوبهم بالصمت المطبق. واستفسرت: “ماذا عن حقوق الإنسان؟”.
وأشارت زاخاروفا، إلى أن “الأمريكيين يسرفون عادة وبدون توقف، في إصدار البيانات بخصوص الحالات الفردية عن هذه الحقوق. ويدعون إلى إنهاء المعاناة ويهددون باتخاذ تدابير عاجلة (ضد) المسؤولين عن التعسف، ويهددون بفرض العقوبات ويستندون في ذلك فقط على معطيات وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية”، وتابعت: “ولكنهم يعتمدون الصمت المطبق فيما يتعلق بالأنباء الواردة من مطار كابل والبث المباشر من هناك والتي يظهر فيها الأفغان وهم يحاولون الصعود إلى الطائرات للفرار، وكذلك وهم يطلبون من واشنطن التي طالما أكدت لهم على مدى سنوات بأنها الحليف الموثوق، بإنقاذهم”.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه “تم تأمين محيط المطار. وأرسل الأميركيون 6000 جندي لإجلاء حوالي 30 ألف دبلوماسي أميركي ومدني أفغاني تعاونوا مع الولايات المتحدة ويخشون من انتقام طالبان”، وأكدت أنها أجلت جميع موظفي سفارتها إلى المطار، لكن الدبلوماسيين فُصلوا عن المدنيين الأفغان الذين يحاولون مغادرة البلاد بأي وسيلة كانت.
يأتي ذلك فيما قال مسؤول في حركة “طالبان” إن مقاتلي الحركة في العاصمة الأفغانية كابول بدأوا “جمع الأسلحة من المدنيين”، اليوم الاثنين، لأن الناس “ليسوا بحاجة إليها” للحماية الشخصية بعد الآن. وقال: “نتفهم أن الناس احتفظوا بالأسلحة من أجل السلامة الشخصية. الآن يمكنهم الشعور بالأمان. لسنا هنا لإيذاء المدنيين الأبرياء”.