معرض تكريم ليلى نصير في صالة الشعب: “أكثر من عجب”
شهدت صالة الشعب للفنون الجميلة في الفردوس مساء الأربعاء افتتاح المعرض التكريمي للفنانة التشكيلية السورية ليلى نصير التي تقيم حالياً في دار المسنين في مدينة اللاذقية. هذا المعرض الذي تم الإعداد والتحضير له من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين في خطوة سيتبعها خطوات تكريمية لفنانين آخرين أثروا المنجز التشكيلي السوري حسب تصريح رئيس الاتحاد، وللفنانة ليلى نصير أهميتها في الحياة التشكيلية السورية فهي من مواليد 1941 تخرجت من مصر عام 1963 وتميزت تجربتها الطويلة بخاصية مواضيعها الإنسانية وفي قدرتها على تمثيل الحالات المختلفة والعميقة للألم والعزلة وقسوة الحياة اليومية، كما تنوعت وجربت في الجانب التقني وقدمت أعمالاً في أساليب وتقانات مختلفة تنتمي للاتجاهات الواقعية والواقعية التعبيرية، ميزتها التنفيذ المتقشف والمعتمد على الباستيل وأقلام الرصاص إلى جانب التقانات اللونية الأخرى المعتمدة على قوة الخط والرسم كأساس للنص البصري ولها رأي في هذا: “التركيز على الرسم بقلم الرصاص الذي انطلقت منه ربما لأنني أحب الخط واعتمد عليه في تحديد الكتل وفي عملية البناء البصري على خلاف غيري ممن يهتمون باللمسة الفنية على نحو أساسي لكن عملية البناء هذه لم تمنعني يوماً من التمرد في تصوير أفكاري على المساحة البيضاء فقد قمت بتكسير النسب مراراً وتكراراً ربما لتأثري الكبير بالفنون القديمة المصرية”.
عرضت في هذا المعرض بعض من أعمال الفنانة ليلى، ومن المتعذر حضورها بسبب وضعها الصحي، هذه اللوحات التي يمتلكها اتحاد الفنانين إلى جانب الأعمال الأخرى للفنانين المشاركين التي تعود في غالبيتها للفنانين الشباب فيما غابت أسماء كثيرة وهامة مما جعل هذا المعرض متواضعاً لا يرقى لمناسبة كهذه!؟
وللتذكير فإن الفنانة ليلى نصير قد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات أهمها جائزة الدولة التقديرية التي تعتبر من أهم الجوائز الممنوحة على مستوى الوطن للفنانين والمبدعين مما يجعل السؤال مشروعاً عن هذا المعرض التكريمي المتواضع بمستواه الفني والاحتفائي حيث غاب عن الافتتاح عدد كبير من الفنانين والشخصيات الثقافية والرسمية، مما أوقع هذا المعرض في العادية التي لا ترتقي حتى لمسموعية وتاريخ صالة الشعب للفنون الجميلة التي تعتبر من أعرق الصالات الفنية في دمشق مما يجعلنا نتساءل بجدية عن حال اتحاد الفنانين التشكيليين وعن دوره وحضوره الثقافي الريادي في الحياة التشكيلية خاصة بعد هذا المعرض “التكريمي” الذي يراد منه تسجيل نشاط لا أكثر إن لم يكن ترويجياً للبعض، خاصة وأن هناك توجيهات من وزارة الثقافة من قبل بعدم قيام مثل هذه التظاهرات دون موافقة الوزارة كضمانة لتحقيق الغاية وحفاظاً على القيمة منها.. فهل هذا هو التكريم الذي يليق بليلى نصير يا اتحاد الفنانين التشكيليين!؟
أكسم طلاع