ورقة “لا مانع” تكلّف أحد الطلاب 100 ألف ليرة في مدرسة حكومية

ريف دمشق – علي حسون

لم يكن أكثر المتشائمين بعمل الجهاز التربوي في المديريات والمدارس يتوقع أن تصل التجاوزات والمخالفات في بعض المدارس الحكومية إلى رفض تسجيل الطلاب إلا بدفع مبلغ غير قليل من المال وكأن المدرسة ملك خاص لمديرها..!.

الشكوى وصلت إلى “البعث” من أهال وطلاب عن أحد مديري مدارس ريف دمشق بمنطقة ضاحية قدسيا يتقاضى مبلغاً مالياً لقاء تسجيل الطلاب كونهم من خارج المنطقة، ولا يحق لهم التسجيل بهذه المدرسة حسب التعليمات التربوية، والبعد المكاني عن السكن، ولديهم مدارس في مناطق سكنهم بإمكانهم التسجيل بها.

هنا استغل المدير، الذي نتحفّظ عن ذكر اسمه حتى تتحقق مديرية التربية من المعلومات، إذ أصبحت في حوزة “البعث” تسجيلات صوتية لطلاب توضح أنهم دفعوا للمدير مبلغاً مالياً، حيث أكد أحد الطلاب أنه دفع  100 ألف من أجل إعطائه “لا مانع”.

لم تقف الأمور عند هذا الحد، فالمدير وعد أحد الطلاب بتسجيله في الفئة “ب” من أجل أن يختصر عليه سنتين دراسيتين قبل الصف التاسع مقابل دفع مبلغ مالي، إلا أن الطالب تفاجأ عندما اكتشف نفسه في الصف السابع نظامي وفق كلامه.

من خلال متابعتنا للموضوع تبيّن أن عمل المدير حوله إشارات استفهام كثيرة، لاسيما أنه على خلاف مع بعض المدرّسين والإداريين في المدرسة، ويقوم بتصرفات لا تدل على عمل تربوي منظّم وفق قوانين وقرارات وتسلسل وظيفي.

مع كل ما ذكر لن نحدد اسم المدرسة كي لا نسيء للعملية التربوية، خاصة أن التعميم في هذا الموضوع خطأ، فالمرتكب لا يمثّل قطاعاً تربوياً كاملاً وهو استثناء وليس ظاهرة.

مدير التربية ماهر فرج عندما أعلمناه بالشكوى طلب من أهالي الطلاب المشتكين تقديم كتاب رسمي بالواقعة وسيتم اتخاذ الإجراء اللازم أصولاً، وفي حال ثبت ما جاء بالشكوى سيحال المدير إلى الرقابة والقضاء والمحاسبة وفق الأطر القانونية، وأمل فرج من أهالي الطلاب تفعيل ثقافة الشكوى، وستتم معالجتها بالسرعة الكلية.