“مرايا الحنين” تعكس غربة الشاعرة ميرفت استنبولي عن وطنها
البعث- نزار جمول
بعث الحنين للوطن رسائل وجدانية رسختها الشاعرة ميرفت استنبولي في مجموعتها الشعرية “مرايا الحنين” التي وقعتها في المركز الثقافي بحمص مؤخراً وقد سطرت الشاعرة ميرفت في قصائد المجموعة آلام الغربة لتترك في قلبها حسرة لم تنته إلا باللقاء مع الأحبة في صدر الوطن الأم سورية ومدينتها حمص العدية، ولم تترك الشاعرة أي من نصوصها في الديوان إلا وتقاطع فيها شعور الحنين للوطن المعبق بالياسمين والمرسوم في شبابيكه العتيقة كل الصباحات الدافئة وذكريات الطفولة التي لم تفارقها لتؤجج روحها بقصائد الحب والأمل والحنين.
المجموعة الشعرية بعنوانها “مرايا الحنين” هي مدخل لتعكس الحنين للوطن ومرآة الطفولة، وما يميز قصائدها النثرية عن مثيلاتها عدم اعتماد الشاعرة على موسيقى الوزن، وهذا الأمر لم يمنع الشاعرة من أن تجعل لغتها تنساب عبر إيقاعات داخلية من خلال طاقات الانفعال والتأثير وليس بالانزياح أو التغريب اللذان توضحا في بعض القصائد التي وظفتها بلغة شعرية ترجمتها بعاطفتها الأنثوية بحزن أو فرح في الأماكن أو الأشخاص في وطنها البعيد مسافة والقريب بروحها، ولن ننسى أن الشاعرة ابتعدت في قصائدها القصيرة عن القصيدة النثرية السردية بصورها الطويلة ليغلب عليها الطابع الرومانسي الأنثوي.
الشاعرة ميرفت استنبولي التي كانت بعيدة عن وطنها منذ ما يقارب ستة وعشرين عاماً أكدت أن الموضوعات التي تستهويها كامرأة وجدانية وذاتية ربطت من خلالها الروح مع المكان والوطن بحنين وألم ومسحة من التفاؤل لعالم نقي يعيش بسلام وأمان، وأشارت إلى أن الغربة بعد أن تنقلت ما بين فنزويلا وإسبانيا عاشت من خلالها تجربة قاسية وممتعة في آن معاً، لأنها أضافت لها التعرف إلى شعوب أخرى وثقافات مختلفة بلورت ثقافتها بأفكار جديدة وغنية قادتها للنضج والتطور الذاتي، معتبرة أن الشعر الأنثوي ما زالت العواطف تغلفه ويتجه إلى الإنسانية، لكنه لم يستطع حتى الآن أن يترجم وجدان المرأة بشكل صريح لأن المجتمع يقيدها.
يذكر أن ديوان “مرايا الحنين” هو الثاني للشاعرة استنبولي بعد ديوانها الأول “بحّة الغياب” وتستعد حالياً لإصدار ديوانها الثالث “همسات على قفل النسيان” بقصائد اجتمعت كلها على الارتباط بالحنين والأشواق.