محصول التفاح “الحمصي” مصدر قلق.. وتدخل خجول للسورية للتجارة..!
حمص- نزار جمول
بات محصول التفاح في محافظة حمص وبالتحديد ريفها الغربي مصدر قلق لدى المزارعين، ولاسيما مع ازدياد معاناتهم بارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم توفر مستلزمات العمل وصعوبة التسويق، حتى وصلوا إلى قناعة بأن الأشجار التفاحية باتت عبئاً عليهم.
“البعث” استطلعت هموم الفلاحين في قرى وادي النضارة “القلاطية ورباح وفاحل والمرانة.. وغيرها”، حيث أكد المزارع بديع من القلاطية، والحاصل على المرتبة الأولى بإنتاج التفاح لأعوام سابقة، أن سورية خسرت مرتبتها بالمركز الثالث عربياً والتاسع عالمياً لأسباب أهمها غلاء مستلزمات الإنتاج وعدم توفرها في كل الأوقات، مشيراً إلى أن القلاطية لم تستفد من برنامج التقنين الكهربائي (3 وصل و3 قطع) بسبب بعد خط الناصرة عن الشبكة، مما حدا بأصحاب وحدات التبريد للمطالبة بتوفير مادة المازوت لتشغيل البرادات لكن هذه المطالبات تبخرت، ما سيؤدي إلى إتلاف نحو 100 طن من التفاح لديه ولتتجاوز خسارته 25 مليون ليرة سورية. فيما تحدث كلّ من يوسف من رباح وبدر من فاحل وعبد الله من المرانة عن تدني محصول التفاح خلال هذا الموسم بسبب إصابة كميات منه بفطريات حشرية وعدم التمكن من مكافحتها لارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة، وأشاروا إلى استغلال التّجار والسماسرة لهم ولمحصولهم الذي تمّ شراؤه من قبلهم بأسعار متدنية وحتى أقل من كلفة الإنتاج التي تتمثّل بارتفاع أجور اليد العاملة والأسمدة والمبيدات والمازوت الحر وصولاً إلى أجور النقل، خاصة وأن المحصول يتطلّب عناية على مدار العام، وارتفاع أجور التقليم والحراثة والأدوية الزراعية الخاصة بالتفاح.
وأوضح الفلاحون أن الموسم الحالي سيئ لعدم الحصول على الأسمدة والمبيدات الضرورية للأشجار في مرحلة الإزهار وحتى القطاف، ما أدى لإصابة الثمار بالأمراض واضطروا لتسويق محاصيلهم مباشرة للتجار بأسعار متدنية.
رئيس قسم التسويق في اتحاد الفلاحين موفق زكريا اعتبر أن إنتاج هذا العام من التفاح جيد جداً وقُدّر بنحو 80 ألف طن في محافظة حمص، مؤكداً في الوقت نفسه أن المزارعين يعانون في كل عام من مشكلة التسويق، حيث إن تدخل السورية للتجارة خجول ولم تتجاوز نسبة الاستلام 2% من إنتاج العام الماضي، موضحاً أن اتحاد الفلاحين طالب باستمرار بتفعيل دور السورية للتجارة ليكون تدخلها أفضل لما فيه مصلحة المزارع لتحريك السوق.