رياضةصحيفة البعث

قبل موقعة العراق صراع على الغنائم في كرتنا.. فمن المستفيد؟

ناصر النجار
يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته الأخيرة من ذهاب التصفيات الآسيوية لكرة القدم مع العراق يوم الخميس القادم قبل أن يبدأ مشوار الإياب بلقاء إيران يوم الثلاثاء المقبل.
ومن الواضح أن موقف منتخبنا ما زال ضعيفاً على جدول الترتيب، وآماله تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، خاصة وأنه يخوض التصفيات بظروف أقلّ ما يمكننا القول عنها إنها غير مثالية.
وتستمر الضغوط النفسية على المنتخب ومدرّبه بشكل خاص بأشكال متعدّدة لتبرز أمامنا قضية الصراع بين المدربين التي يقودها أشخاص يديرون الكثير من منصات التواصل الاجتماعي، بهدف إثارة الرأي العام حول المدرّب والضغط على اللجنة المؤقتة لإقالة المدرّب واستبداله بمدربين مقربين ضمن نزعة فردية بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة!.
ورأينا الحشد الإعلامي الكبير على المنتخب الأولمبي ومدرّبه، فكان الضغط اليومي على المدرّب متواصلاً بشكل مستمر بتدخلات غريبة وعجيبة، تارة حول اللاعبين وتارة حول التشكيلة، وصولاً إلى سيل جارف من الشتائم والإهانات للمدرّب والتي لا يقبلها إنسان، والغاية منها إدخال المنتخب والمدرّب تحت الضغط وصولاً إلى تمزيق صفوف المنتخب وإرباكه قبل المباريات تحقيقاً للخسارة التي تطيح بالمدرّب وهو المقصود بكل هذه التصرفات والأعمال القذرة.
وهذه الشخصيات مارست مهامها في الأندية خلال السنوات السابقة، وكان الضغط يصل حدّ شراء ولاء بعض اللاعبين من أجل إزاحة المدرّب الفلاني وتعيين غيره، فكانت الخسارات المخزية التي تتعرّض لها بعض الفرق الكبيرة تحقيقاً لهذه الأهداف ولمآرب شخصية، لذلك انهارت بعض الفرق الكبيرة تماماً ولم تحقّق النتائج المرجوة، بل أخفقت بوجودها ضمن كوكبة المنافسين لسنوات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فريق الاتحاد الذي يعاني هذا الصراع منذ سنوات، ورغم توالي المدربين وتعدّدهم لم يتحسّن واقع الفريق ومركزه، لأن الصراع قائم بين جبهات متعددة. وتبيّن لنا أن هؤلاء هدفهم تخريب الأندية، وبالأمس القريب وبمجرد خسارة منتخب الشباب مباراته الودية الثانية أمام البحرين بدأ الهجوم الشرس على المدرّب دون أي مبرر!!.

منتخبنا الوطني الأول يتعرّض لضغوط كبيرة مماثلة عبر هذه الطريقة، وهذه الضغوط تمارس فعلها السلبي على عناصر المنتخب، وكانت قبل الخسارة أمام لبنان توجّه سهامها إلى اتحاد الكرة فاستقال، واليوم توجّه سهامها إلى المدرّب وتمارس ضغطاً نفسياً كبيراً على اللاعبين والمدرّب بآن معاً، ومن هذه الضغوط والحرب النفسية ما قام به أحد مدراء الأندية وهو بلا تاريخ من هجوم لاذع على المدرّب قبل المباراة بأيام، محملاً الخسارة مسبقاً للمدرّب ومثنياً على اللاعبين الأبطال، وكأنه يقول: إن خسرنا فالمدرّب مسؤول وإن فزنا فبجهود اللاعبين.
وبعضهم بثّ إشاعة مفادها أن اللجنة المؤقتة تحضر أوراق ثلاثة مدربين ليكونوا مدربي المنتخب في بطولة كأس العرب. وهناك الكثير من هذا القبيل والهدف التأثير على الحالة النفسية للاعبين والمدرّبين على حدّ سواء قبل المباراة المرتقبة مع العراق وبعدها مع إيران.
بكل الأحوال هذا واقع كرتنا على صعيد الأندية والمنتخبات، وهو أحد الأسباب التي تجعلها تعمى عن طريق التطور فتبقى تعيش دوامة مثل هذه الصراعات. وللأسف فإن الكثير من المدرّبين هم ضحية هذه الصراعات، ومع أن التبديلات بين المدربين سواء بالأندية أو المنتخبات كانت كثيرة إلا أن النتيجة واحدة وهي الهزيمة، فلم يستطع أي مدرّب في السنوات الأخيرة تحقيق أي إنجاز مع منتخبات الرجال والأولمبي والشباب والناشئين بسبب هذا الصراع، مع العلم أن أقل منتخب تعاقب عليه خمسة أو ستة مدربين.
هذه هي كرتنا وبمثل هذه العقلية تُدار، وهذا هو الواقع الذي يفرض على كرتنا أن تسير عكس الاتجاه مهما بدّلنا من مدربين واستقدمنا من لاعبين، لأن الفكر والثقافة الهشة ما زالا يسيطران على عقول من يدير أنديتنا ومن يدير كرتنا.
بعيداً عن كل ما سبق، نتمنى التوفيق لمنتخبنا ليس من أجل المدرّب هذا أو ذاك، بل من أجل كرتنا التي باتت بحاجة إلى انتصار يضعها على الطريق الصحيح بعيداً عن أصحاب المصالح الفردية الضيّقة.