اقتصادصحيفة البعث

4700 طن الحاجة اليومية من الدقيق.. رفع طاقة مطاحن دمشق بما يكفيها و”جيرانها”

دمشق- ريم ربيع

من حلب إلى درعا، كانت الشاحنات تنقل الدقيق التمويني يومياً في ظل تعطل وتوقف ورداءة المطاحن الموجودة في المحافظة الجنوبية التي لم تكن طاقتها كافية لتأمين الاحتياج اليومي، متحمّلة بذلك أعباء تأمين الشاحنات، والمحروقات، والتكلفة العالية لعملية النقل هذه.

أغلب المحافظات، وليست درعا فقط، كانت تعاني من تراجع كبير في الطاقة الطحنية للمطاحن المتبقية فيها، ما زاد الأعباء والتكاليف في النقل من محافظة إلى أخرى، وساهم حتى في بعض الفترات الماضية بحدوث اختناقات في تأمين الخبز، أما الصيانات التي كان يتم الحديث عنها في السنوات السابقة فهي على ما يبدو لم تتجاوز الحدود الشكلية و”الترقيعية” التي لم تفلح بزيادة الطاقة إلا بنسب ضئيلة جداً.

بعد أن خرجت 8 مطاحن عن الخدمة خلال الحرب، تراجعت الطاقة الطحنية بشكل كبير في المحافظات، تضاف إليها الأعطال الكثيرة الناجمة عن قدم الآلات في بقية المطاحن، وتراجع كفاءتها، ما جعل تعويض النقص يتم عبر التعاقد مع مطاحن القطاع الخاص ريثما يعاد تأهيل المطاحن الحكومية التي بقي منها 18 مطحنة بطاقات متواضعة جداً.

مؤخراً تمكنت الخبرات المحلية من صيانة المطاحن الموجودة بدمشق، ورفع الطاقة الطحنية فيها إلى الضعف، حيث أوضح مدير المؤسسة السورية للحبوب عبد اللطيف الأمين أن الطاقة الطحنية بدمشق ارتفعت من 1200 طن في اليوم إلى 2500 طن، أي بما يكفي المحافظات الجنوبية كلها، فيما شكّلت تكلفة الصيانة- وفق الأمين- نسبة ضئيلة جداً مقارنة فيما لو تم استيراد القطع الأساسية من الدول المصنعة للآلات الموجودة.

9 مطاحن عاملة في دمشق، و2 في حلب، و3 في اللاذقية، ومطحنتان في حمص، وواحدة في كل من حماة ودير الزور، مجموع الطاقة الطحنية فيها 3500 طن يومياً، فيما تبلغ الحاجة اليومية 4700 طن، أكثرها في دمشق وريفها بمقدار 1800 طن، وهنا تعوّض المطاحن الخاصة النقص المقدر بحوالي 1700-2000 طن حسب الحاجة.

وأكد الأمين أن الصيانات الأخيرة غطت حاجة المنطقة الجنوبية بالكامل، ووفرت تكاليف هائلة كانت تصرف على النقل من حلب أو غيرها من المحافظات، خاصة مع تركز الاستهلاك الأكبر بدمشق، لافتاً إلى البدء أيضاً بصيانة مطحنة الوليد، وإعداد دراسة  لصيانة مطحنة تل بلاط في حلب، ومعردس في حماة.

أما أعباء التشغيل في ظل نقص المحروقات، والتقنين الكهربائي، فهي تشكّل عائقاً أساسياً لبعض المطاحن، حيث أوضح الأمين أن وزارة الكهرباء تجاوبت مع طلبنا بإعفاء بعض المطاحن من التقنين، غير أن التوزع العشوائي لها جعل من الصعب إعفاء المطاحن كلها، لذلك يتم التعويض بتشغيلها على الديزل للعمل بكامل طاقتها.

من جهة أخرى، أشار مدير السورية للحبوب إلى معاناة العمال في الغربلة التي تتم عادة ضمن الصوامع، فمعظم آلات الغربلة دمرت، ومثلها الصوامع التي كانت تستوعب تخزين 3.5 مليون طن قمح، واليوم يكاد المتبقي منها لا يتسع لمليون طن، وأكد أن المؤسسة بصدد إعادة تأهيلها بالتدريج، وسيتم في الموسم القادم إدخال صومعة جديدة في تل بلاط إلى الخدمة بطاقة 100 ألف طن، علماً أن الأولوية هي تأهيل صومعة في حلب لتوفير أعباء النقل.