ذوي الدخل المحدود بين سندان التلاعب بالأسعار ومطارق التجار
الحسكة – كارولين خوكز
تتصدر مشكلة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة قائمة المشاكل للمواطنين في محافظة الحسكة، إذ أن الأعباء الاقتصادية المباشرة (فقر، بطالة، غلاء أسعار) تثقل حياة المواطن .وإن ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة بدأ يخلق هوّة شاسعة بين دخل الفرد وبين متطلبات الحياة الأساسية، علما أن اسعار السلع تتغير بشكل يومي تقريباً حيث يضع التجار والبائعون الأسعار اليوم ويغيرونها في اليوم التالي دونما رقيب ولا حسيب مما يؤثر في القوة الشرائية للأفراد التي تتناقص وتتآكل مداخيلهم، ويقع مجمل العبء على جيب المواطن الاقل دخلاً.
وبات المواطن يلجأ الى الأسواق الشعبية منخفضة الثمن بما تسمى باسواق «البالة» خاصة مع ضروف الأوضاع المعيشية وارتفاع معدلات الفقر في المنطقة وهذه الأسواق، أصبحت أحد مظاهر التجارة العامة يرتادها في الغالب الفقراء بحثاً عن الملابس القديمة منخفضة الأسعار ، مقارنة بالأسواق الأخرى.
إذ اصبح نسبة من المواطنين شبه عاجزين عن توفير ابسط الامور المعيشية بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات بصورة باتت تشكل ضغطا لذوي الدخل المحدود في قرى ومدن المحافظة إذ أن غالبية السكان فيها يعتمدون على الرواتب الشهرية .
معتبرين ان حياتهم المعيشية باتت اعباء اضافية في ظل عدم القدرة الشرائية وعدم إيجاد حلول أنسب لسد العجز، وتأمين حياة لائقة لهم .
حتى أن ارتفاع الاسعار لم يهدد الوضع
الاقتصادي فقط بل يرمى بظلاله على النواحي الاجتماعية، مما أثّر في تدهور الكثير من القيم الاجتماعية.يشكو مواطنون في محافظة الحسكة من موجات الغلاء المتتالية التي تطال المواد الغذائية والتموينية المختلفة علاوة على ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة ووصولها لأرقام خيالية معتبرين أن الارتفاع المستمر على هذه المواد خلال الأعوام الاخيرة بات يستنزف رواتبهم وأصبحوا يواجهون ظروفا معيشية صعبة جراء ذلك؛ ما تسبب بحالة من عدم الاستقرار المعيشي للمواطنين، فالمواطن لم يعد يسمع سوى أنباء عن حدوث ارتفاعات في الأسعار وبات انخفاض تلك الأسعار حلماً غير وارد على الاطلاق .
وأشار جورج عيسى من أبناء مدينة القامشلي وهو رب اسرة مكونة من خمسة افراد الى انه لاحظ خلال العام الحالي وجود زيادات وفروقات كبيرة على اسعار المواد المختلفة التي يقوم بشرائها لمنزله.
ولفت الى ان اسعار المواد التموينية كالمعلبات والحبوب بمختلف أنواعها كالعدس والفاصولياء شهدت ارتفاعاً جنونياً في الأسعار إلى جانب حدوث زيادات كبيرة على أسعار الدواجن واللحوم والبيض و هذا الأمر أثر سلباً على المستوى المعيشي له وبات غير قادر على تامين احتياجات منزله لا سيما أنه موظف وراتبه لا يتعدى أجرة منزله إن كان مستأجراً ، مبينا أن حالة الغلاء التي طالت مختلف مناحي الحياة زادت الأمور سوءاً وبات الراتب الشهري لا يكفي لتسيير أموره الحياتية حتى منتصف الشهر وبقية الشهر يقوم بشراء حاجياته بالدين، مؤكداً أن ارتفاع الاسعار المتتالي زاد من نسبة الفقر و عدم قدرة رب الأسرة على تأمين المستلزمات الأساسية والضرورية لعائلته ،
وتقول امل ابراهيم وهي ربة منزل في أسرة مكونة من أربعة افراد، انها تقوم بشراء المواد التموينية والغذائية منذ بضع سنوات ولاحظت حدوث فروقات كبيرة خلال العامين الماضيين على مختلف الأصناف الغذائية مبينة ان كل المواد الاساسية لمنزلها سجلت زيادة ملحوظة في الأسعار سواء المعلبات او الخضار والفواكه واللحوم والاسماك والدواجن والمنظفات و خصوصا ان دخل زوجها محدود ولا يكفي اصلا لتغطية المصاريف الشهرية .
واضافت ،هي لا تعمل ولديها ابن يدرس في الجامعة وبقية ابنائها في المدارس وان هذه الزيادات المستمرة على الاسعار انهكت اسرتها وجعلت اوضاعهم المعيشية معقدة وصعبة لا سيما ان كلف الحياة مرتفعة فكل شيء يرتفع بين فترة واخرى وبتنا لا نسمع اخبارا سوى حدوث ارتفاعات على الاسعار بصورة جنونية وخيالية والمواطن لا حول له ولا قوة .
ولم يخف العديد من المواطنين مزاجية التجار والتحكم في الاسعار مع تدني الجودة للمواد المعروضة هي ابرز مزايا سوق المنطقة .
وفي جولة « البعث الأسبوعية « في اسواق القامشلي تم رصد العديد من اراء التجار حول اسعار المواد والسلع التجارية بانواعها : حيث اكد احد التجار في سوق القامشلي ان التجار الموردين للبضائع يلعبون دورا بارزا ، فهم الذين يتحكمون في حركة الاسواق وهم الذين يقررون قيمة المواد بانواعها في الاسواق التجارية .
كما لفت احد التجار وهو تاجر خضار ، إلى ان اسعار الخضار والفواكه ترتبط بالسوق المركزي، وأن بعض الأصناف يتم الحصول عليها بصعوبة، نتيجة قلة العرض؛ ما يسهم في رفع أسعارها، علاوة على ارتفاع كلفة النقل التي تجعل من الخضار الموردة إلى أسواق محافظة الحسكة ترتفع أسعارها حيث تحتسب كلفة النقل وتضاف على تسعيرة البيع لتحقيق ربح هامشي، مشيرين الى ان كلفة حمولة الخضار والفواكه تضاعفت ، ما يضطر التاجر الى اضافتها على كاهل المواطن، في حين ان بعض الاصناف تتاثر بالتلف السريع ما يحمل التاجر خسائر مالية .