وفد المفكرين والمثقفين الفرنسيين يطلع على ما لحق بمدينة درعا من تخريب جراء الإرهاب
درعا – دعاء الرفاعي
اطلع الوفد الفرنسي الذي يضمّ مفكرين ومثقفين وصحفيين وباحثين فرنسيين خلال لقائه مع الجهات الحكومية في محافظة درعا على حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية لمنظومة الخدمات في المحافظة خلال جولة قاموا بها ضمن أحياء مدينة درعا .
وأعرب الوفد الفرنسي عن تعاطفه الكبير ووقوفه إلى جانب الشعب السوري الذي عانى طيلة عشر سنوات من حرب آثمة ظالمة طالت البشر والحجر على حد سواء.
إيف بير عقيد متقاعد في الجيش الفرنسي قال إلى أن الوفد قادم من دولة شاركت في العدوان على الشعب السوري وهذا شيء مؤسف لنا كمواطنين فرنسيين، وأكد أنه غير مقتنع بسياسة بلده لذا جاء إلى هنا ليقابل الوطنيين السوريين دون وسيط، مبديا دهشته للروح الوطنية العالية لدى السوريين مؤكدا أنه انطلاقا من هذا الموقف تولد لديه شعور بأنه يترتب عليه واجب أن ينقل هذه الصورة للشعب الفرنسي ليتعلمها من السوريين الشرفاء.
بدورها أعربت الدكتورة ماريا بومبيه عن أسفها لمواقف الحكومة الفرنسية تجاه سورية مؤكدة أن هذه المواقف لا تمثل الشعب الفرنسي الذي يقف إلى جانب الشعب السوري، وأشارت بومبيه إلى أن هناك تعاونا يجري حاليا بالتنسيق مع وزارة التربية السورية ويتم العمل عليه لتنظيم مسابقة تضم قصائد وطنية لشبان سوريين يمثلون جيل الشباب السوري الواعي يتضمن قصائد تمجد بطولات الجيش العربي السوري ويجسد الحالة الوطنية، وسيتم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية لنقل معاناة الشباب السوري إلى باقي شعوب العالم وخاصة إلى الشعب الفرنسي، ودراستها بشكل عميق لفهم الذهنية السورية .
الباحث في الجغرافيا السياسية بيير إيمانويل تومان قال إن سورية ساهمت إلى حد كبير في تغيير النظام السياسي العالمي، وحولته من نظام عالمي أحادي القطب إلى عالم أكثر عدالة، لافتا إلى أن صمود الشعب السوري لقن العالم كله درسا في حب الأوطان، مشيرا إلى أن الحكومة الفرنسية أخطأت خطأ فادحا من خلال موقفها المنبطح للكيان الصهيوني، مقدرا ومثمنا تضحيات الشعب السوري التي لم ولن تذهب سدى،مضيفا أنه سيعمل على كتابة العديد من المقالات عن هذه الحرب لخلق تحالف شعبي بين الشعبين السوري والفرنسي لنؤثر في الساحة العالمية.
بدوره ذكر المستشار الإقليمي والدولي إيمانويل لوروا إنه بفضل دماء الشهداء استطاعت سورية الانتصار في حربها ضد الإرهاب، مؤكدا إلى أن زيارته لسورية هي الثالثة منذ بدء العدوان على سورية، وهو يشعر بالفخر على اعتباره أول وفد أوروبي يزور محافظة درعا التي حررها الجيش العربي السوري من رجس الإرهاب.
من جانبه جون ميشيل فيرنوشيه كاتب وصحفي قال إنهم جاؤوا لسورية لنقل الحقيقة وليكونوا سفراء حقيقيين لبناء جسور التواصل بين الشعبين الفرنسي والسوري، مؤكدا أن هذا اللقاء سيكون نقطة بداية جديدة بين الشعبين، وسيكون هناك مشاريع قادمة مهمة جدا، ومنها خلال شهر آذار المقبل في باريس من خلال دعوة ومشاركة المثقفين السوريين لتكون بادرة لكسر الحصار عن الشعب السوري بكل أطيافه وما سيترتب على هذا اللقاء من نتائج إيجابية على مختلف الأصعدة.
أمين فرع الحزب الرفيق حسين الرفاعي ومحافظ درعا المهندس لؤي خريطة عبرا عن خالص التقدير لزيارة الوفد الفرنسي لمحافظة درعا اليوم، ومتابعته الدقيقة والشفافة لما يجري وما حمله من مشاعر إنسانية للشعب السوري الذي صمد خلال هذه السنوات في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصعبة، وشددا على أن زيارة الوفد الفرنسي سيكون لها دور كبير في تغيير صورة سورية والشعب السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد بنظر العالم كله على الساحة العالمية.
حضر اللقاء عديد من الفعاليات الرسمية والاجتماعية والثقافية في محافظة درعا.