صحيفة البعثمحليات

التغير المناخي وتأثيرات مختلفة على القطاع الزراعي!

دمشق – بشار محي الدين المحمد

كثيراً ما يثور التساؤل حول تأثير التغير المناخي، ولا سيما لجهة ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها على الآفات والحشرات، وانعكاسات ذلك على الغطاء النباتي عموماً، والقطاع الزراعي على وجه الخصوص.
رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين في ريف دمشق المهندس أحمد خلوف بيّن في حديث خاص لـ “البعث” أن هذا الوقت هو الأنسب لملاحظة تأثير الحرارة على الآفات والحشرات المرتبطة بالنباتات والمحاصيل الزراعية، فارتفاع درجات الحرارة له تأثير على تجمعات الآفات الحشرية في اتجاهات عدة معقدة، حيث إن درجات الحرارة الناتجة عن التغير المناخي تميل لتخفيض تجمعات الحشرات، وأيضاً الحرارة المرتفعة لها تأثير أساسي على بقاء الحشرات وتطورها وتوزعها الجغرافي وحجم تجمعاتها، ولها تأثير هام في فيزيولوجية الحشرات بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق فيزيولوجية العوائل ووجودها، وغالباً يتم الاعتماد على أيام التدرج أو الموديلات المعتمدة على علم الفينولوجي (الذي يعنى بدراسة العلاقة بين المناخ والظواهر الإحيائية) للتنبؤ ببدء فوران ونشوء الحشرات، وبدء ضررها مثل: دودة ورق الملفوف، ودودة البصل، وحفار ساق الذرة الأوروبي، وخنفساء الكولورادو، وتزيد درجات الحرارة من تطور هذه الأنواع من الحشرات، كما أن الأعداء الطبيعية وتجمعات العوائل الحشرية يمكن أن تستجيب بشكل مختلف للتغيرات في درجة الحرارة، وقد ينخفض التطفل فيما لو تجمعات العائل (المضيف) انبثقت واجتازت المرحلة الحساسة من حياتها قبل انبثاق الطفيل، فالعائل قد يجتاز مراحل حياته الحساسة بسرعة أكبر عند درجات الحرارة المرتفعة، مخفضاً بذلك فرص التطفل.
وتابع خلوف: إن درجات الحرارة يمكن أن تغير من النسبة الجنسية لبعض أنواع الآفات مثل حشرات التربس، وتغير نسب تكاثر الحشرات، كما أن الحشرات التي تقضي فترات من حياتها في التربة، حيث يمكن أن تتأثر بشكل تدريجي بتغيرات درجات الحرارة، أكثر من تلك التي تعيش فوق سطح التربة، لأن التربة تشكّل عازلاً يحفظ الحشرات والكائنات الحية تحتها، وأشار خلوف إلى أن ارتفاع درجات الحرارة غالباً ما يؤدي إلى مهاجمة الأنواع الحشرية لعوائل أكثر في المناخات المعتدلة، ومعظم الدراسات على المستحاثات تفيد بأن كثافة الأنواع الحشرية وشدتها ستزدادان مع زيادة درجات الحرارة.
من جهة أخرى، الحرارة المرتفعة قد تخفض من تجمعات الآفات الحشرية، حيث بعض الحشرات ذات الصلة بعائل مخصص، أو ما يعرف بالحشرات ذات المدى العائلي الضيق، كما أن زيادة درجات الحرارة، وعدم زراعة المزارع لهذه العوائل لفترة طويلة نسبياً، سيخفضان من تجمعات هذه الحشرات بشكل كبير، ووفقاً لخلوف فإن العوامل البيئية نفسها الهامة للآفات الحشرية قد تكون هامة بالنسبة للمفترسات الحشرية والطفيليات بشكل مشابه للكائن الحي الممرض الذي يصيب الآفة، وبالتالي ستكون النتيجة زيادة في التجمعات الحشرية، ففي درجات الحرارة المرتفعة حشرات المن أظهرت استجابة أقل للهرمونات المنبهة للمن التي تطلقها عندما تقع في هجوم ما من قبل المفترسات والطفيليات، والنتيجة هي افتراس أكبر.