السودان: الآلاف يتظاهرون من جديد ضد الحكم العسكري
نزل آلاف السودانيين إلى الشوارع مرةً أخرى، اليوم الثلاثاء، “احتجاجاً على الانقلاب العسكري وسيطرة مجلس السيادة على السلطة”، فيما انتشرت قوات الأمن بكثافةٍ في الخرطوم والمدن المجاورة.
وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، عندما تجمّعوا بالقرب من قصر الرئاسة في وسط العاصمة، على ما أفاد شهود عيان.
وبعد يومين من استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، هتف المتظاهرون في الخرطوم “لا لحكم العسكر”، ودعوا إلى إسقاط المجلس السيادي الذي يترأسه الجنرال عبد الفتاح البرهان.
وقال الشهود إنَّه تمَّ إغلاق الشوارع المؤدية إلى مقر قيادة الجيش في وسط العاصمة، وسط تواجدٍ كثيفٍ لشرطة مكافحة الشغب والقوات شبه العسكرية وأفراد الجيش.
وتجمَّع عشرات المتظاهرين كذلك في ضاحية أم درمان، بعد انتشار دعواتٍ، صباح اليوم الثلاثاء، إلى التظاهر والتوجه في مسيرةٍ إلى القصر الرئاسي “حتى يتحقق النصر”.
ويكثّف ناشطون سودانيون مناهضون لسيطرة الجيش على السلطة دعواتهم للاحتجاج، بعد تصاعد العنف من قبل الأمن تجاه المتظاهرين، ما أسفر حتى الآن عن مقتل 57 متظاهراً وسقوط مئات الجرحى.
ورغم تعهّد البرهان بإجراء انتخاباتٍ عامَّةٍ في منتصف العام 2023، استمرّت الاحتجاجات على الانقلاب وعلى الاتفاق الذي وافق بموجبه حمدوك على العودة الى منصبه في 21 تشرين الثاني، حيث اعتبره المتظاهرون بأنَّه “خيانة”.
ومساء الأحد، أعلن حمدوك استقالته مؤكِّداً أنَّه حاول إيجاد توافقاتٍ لكنه فشل، وحذّر من أن البلاد تواجه “منعطفاً خطيراً قد يهدد بقاءها”، وأنه كان يسعى إلى تجنّب “انزلاق السودان نحو الهاوية”.
ووقعت تظاهرات في مدن أخرى من بينها بورتسودان في الشرق ونيالا في جنوب دارفور. وقبل يومين، قُتِل متظاهران فيما كانا يشاركان في تظاهراتٍ في أم درمان، الضاحية الشمالية الغربية للخرطوم، بحسب ما أفادت لجنة الأطباء المركزية المناهضة للانقلاب