أخبارصحيفة البعث

روسيا تنتقد الناتو على اجتماع أعضائه الاستباقي قبل قمته مع موسكو

أعلن ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي أنه سيمثل الوزارة في اجتماع مجلس روسيا والناتو لبحث مقترحات روسيا للضمانات الأمنية في بروكسل في الـ12 من كانون الثاني الحالي.

وتعليقا على إعلان الناتو عزمه على عقد مؤتمر طارئ عبر الفيديو لوزراء خارجية الدول الأعضاء فيه استباقا لاجتماع مجلس روسيا الناتو، قال غروشكو إن هذا التحرك بما يحمله في طياته من إشارات إلى قلق الحلف إزاء الحشد المزعوم للقوات الروسية قرب حدود أوكرانيا، يتوافق مع نهج الحلف القديم لإثارة التوترات حول النزاع الأوكراني الداخلي قبل كل جلسة حوار مع موسكو، ومحاولات تصوير روسيا طرفا في هذا النزاع.

وذكر الناتو في وقت سابق اليوم الثلاثاء أنه سيعقد مؤتمرا طارئا عبر الفيديو في 7 يناير لمناقشة مقترحات روسيا للأمن الأوروبي، كما أكد أن اجتماع مجلس روسيا الناتو سيجري في 12 كانون الثاني في بروكسل، مضيفا أن “الحوار مع روسيا يجب أن يقوم على أساس المعاملة بالمثل، وأن يستجيب أيضا لمخاوف الناتو بشأن الإجراءات الروسية”.

ومن المقرر أن تجرى المحادثات على ثلاثة مسارات. سيعقد في 10 من الجاري في جنيف اجتماع على مستوى ممثلي وزارتي الخارجية الروسية والأمريكية، ثم اجتماع مجلس روسيا والناتو، يليه في 13 يناير اجتماع متعدد الأطراف على مستوى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا.

في الأثناء، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن القدرة الدفاعية لصربيا تعتمد إلى حدّ كبير على مدى سرعة استجابة روسيا للتهديدات الخارجية التي تواجه هذا البلد البلقاني.

جاء ذلك في معرض ردّها على “تصريح مثير للاهتمام” أدلى به الأدميرال الأمريكي في حلف “ناتو” روبرت بورك في حديث لمجلة “كورير” الصربية خلال زيارته إلى بلغراد، حيث قال: إن الحلف “يدعم الإصلاحات التي تجريها صربيا من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية”.

وكتبت زاخاروفا عبر “تلغرام” اليوم الثلاثاء: “أودّ أن أذكّر بورك وجميع زملائه في حلف ناتو بحقيقتين مهمتين. أولاهما أن قدرات صربيا الدفاعية على مدى المائتي عام الماضية تقريباً، اعتمدت إلى حدّ كبير على مدى سرعة ردّ فعل روسيا على التهديدات الخارجية لهذا البلد السلافي الجنوبي”.

وتابعت: “أما التهديدات الخارجية لصربيا، فإن كل من هاجم صربيا هم، وبمصادفة عجيبة، من أعضاء حلف ناتو”.

وأضافت زاخاروفا ساخرة: “إذا كان بورك يعرف التاريخ، فإنه يرحّب بقيام روسيا بتوريد أسلحة إلى صربيا ويأمل بشدة أن تهدّئ تلك التوريدات الرؤوس الساخنة في الحلف التي تؤجّج الأوضاع في البلقان”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد سلّمت في وقت سابق من العام المنصرم، دفعة من المدرعات العسكرية والآليات الثقيلة إلى الجيش الصربي في مدينة نيس، وذلك في إطار التعاون العسكري التقني بين موسكو وبلغراد.

كذلك اشترت صربيا في نهاية العام المنصرم منظومة الدفاع الجوي الروسية “بانتسير”، وأعلن وزير الدفاع الصربي ألكسندر فولين خلال مباحثات مع نظيره الروسي، حصول بلاده على صواريخ كورنيت ودبابات وناقلات جند مدرّعة.

وفي شأن آخر، أكد مدير إدارة إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية فسيفولود تكاتشينكو، أن روسيا لا تعدّ إفريقيا ساحة مواجهة مع دول أخرى وهي منفتحة على التعاون مع دول القارة وغيرها.

وخلال مقابلة مع وكالة سبوتنيك اليوم قال تكاتشينكو: إن “موسكو تتعاون مع الأصدقاء والشركاء الأفارقة وهي مستعدّة للانفتاح والتعاون مع جميع المهتمين بوضع القارة الإفريقية في الاتحاد الأوروبي والصين والدول الأخرى”.

وتابع تكاتشينكو: “لدى الكثيرين مصالحهم الاقتصادية والسياسية الخاصة التي لا تتوافق دائماً مع مصالح الآخرين.. لكن المنافسة الصحية المتحضرة يمكن أن تأتي بالنفع”، مؤكداً أن نهج روسيا المبدئي هو التركيز على التعاون وليس المواجهة.

وفي سياق آخر اعتبر تكاتشينكو أن انتقادات فرنسا للتعاون المحتمل من جانب السلطات المالية مع شركة أمنية روسية خاصة “ليست بنّاءة بل هي ردّ فعل على شيء غير موجود بعد”، موضحاً أن “النقد يجب أن يكون موضوعياً ومستنداً إلى حقائق أو أدلة موثوقة”.

وفي الشأن الداخلي الروسي، أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لقاء مع المدير العام لشركة “الأسلحة الصاروخية التكتيكية”، بوريس أوبنوسوف، وذلك بمناسبة الذكرى الـ20 لتأسيس المؤسسة.

وقال أوبنوسوف: “في 24 كانون الثاني سيكون هناك 20 عاماً منذ إصدار أمركم. ومرّت هذه السنوات كيوم واحد. وسنحتفل بالذكرى الـ20 لتأسيس الشركة”.

وأشار الرئيس بوتين إلى أن قراره هذا سمح “بالحفاظ على المصانع الرئيسية التي كانت تشكّل مركز الشركة ثم تم تطويرها”.

بدوره ذكر أوبنوسوف أن مؤسسته تضم اليوم 38 شركة،  وتوظف 55 ألف شخص. ووفقاً له، احتلت المؤسسة بشكل شبه كامل مكانة متخصصة في أسلحة الطيران، وكذلك حوالي 70% من الأسلحة البحرية.

وأضاف: “لقد أنشأنا واجتزنا اختبارات الحالة واعتمدنا أكثر من 20 نوعاً مختلفاً من الأسلحة. لدينا طلبات تصدير كبيرة. ربما يكون مشروع مشترك مثل “BrahMos” معروفاً ليس فقط لنا، ولكن في جميع أنحاء العالم. أعتقد أن هذا مثال على ذلك التعاون بين الدول، عندما تحل الدول المشكلات لمصلحة بعضها”.

وأبلغ أوبنوسوف الرئيس بوتين بأن حوالي 28% من منتجات المؤسسة ستكون مدنية بحلول عام 2025. وسيشمل ذلك الطائرات دون طيار والمعدات والمواد المركبة للأدوية والأدوات.