موسكو وبكين وطهران: “الحظر الكيميائي” أوقفت التعاون مع سورية في محاولة لإلقاء اللوم عليها
أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن الأمانة الفنية لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية أوقفت تعاونها مع سورية في محاولة لإلقاء اللوم عليها.
ولفت بوليانسكي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس رداً على تصريحات المندوبة الأمريكية إلى ضرورة تحديد الجهة التي تعمل على إعداد تقارير سخيفة وغير مقنعة مناهضة لسورية وتستند إلى مقاطع فيديو وبيانات من هياكل معادية لها مشيراً إلى أنه وفي انتهاك صارخ لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية تم حرمان سورية من عدد من الحقوق والامتيازات في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشار بوليانسكي إلى أن سورية أعلنت مرات عدة استعدادها لاستضافة أعضاء اللجنة التابعة للمنظمة على أراضيها في أي وقت بهدف عقد الجولة الخامسة والعشرين من المشاورات معها إلا أن الامانة الفنية للمنظمة قررت تأجيلها بذرائع مختلقة ومسيسة بشكل واضح.
في سياق متصل، أكدت الصين أن الدول الغربية التي تواصل طرح ما يسمى ملف الكيميائي في سورية أمام مجلس الأمن الدولي تفتقر إلى الموضوعية وتسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال مستشار البعثة الصينية الدائمة لدى الأمم المتحدة سون تشي تشيانغ خلال جلسة مجلس الأمن “إن هذه الأعمال الغربية تقوض سلطة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتسمم أجواءها وتقوض الثقة المتبادلة بين الدول الأطراف” مضيفاً إن الصين “تحث الدول المعنية على تغيير مسارها والكف عن تسييس عمل المنظمة”.
وجدد المستشار الصيني دعوة بلاده منظمة الحظر ومديرها العام إلى التمسك بالموضوعية والحياد والسعي إلى الوحدة والتعاون بين الدول الأطراف وإعلائهما على الانقسام والمواجهة.
ولفت تشيانغ إلى أن اتفاقية الأسلحة الكيميائية تشكل الأساس لمعالجة القضايا المتعلقة بالأسلحة الكيميائية ولكن بعض الدول تجاهلت تماماً في السنوات الأخيرة أحكام الاتفاقية فيما يتعلق بسورية.
كما حذرت إيران مجدداً من استمرار بعض الدول الغربية في استغلال منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحقيق أهداف سياسية مؤكدة أن سورية نفذت جميع التزاماتها تجاه معاهدة حظر هذه الأسلحة في الوقت الذي لا تزال فيه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني العقبة الرئيسية أمام القضاء التام على هذه الأسلحة.
وقالت مساعدة مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة زهراء ارشادي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس: “لا يوجد أي تبرير لعقد اجتماعات شهرية من قبل مجلس الأمن للبحث فيما يسمى الملف الكيميائي السوري حيث نفذت الحكومة السورية التزاماتها على أساس معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وهو الأمر الذي تم تأكيده من قبل المنظمة”.
وشددت ارشادي على أن مثل هذه الاجتماعات وبدلاً من دعم أهداف المعاهدة تضعف قدرتها ومصداقيتها وتعمق أزمة مصداقية مجلس الأمن مجددة موقف بلادها الرافض لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي طرف وفي أي مكان وتحت أي ظروف.
وأضافت ارشادي “إن الضمان المطلق لعدم استخدام الأسلحة الكيميائية من جديد هو إزالتها من كل أنحاء العالم وهذا الهدف الأساس لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وقابل للتحقيق فقط عن طريق تنفيذه الكامل والمتوازن والمؤثر وغير التمييزي من قبل كل دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة”.
وجددت ارشادي مطالبة مجلس الأمن بإجبار كيان الاحتلال الإسرائيلي على الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية والنووية من دون أي شرط مسبق أو تأخير أكثر.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ جدد خلال جلسة مجلس الأمن أمس إدانة سورية لاستخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان وزمان ومن قبل أي كان ومهما كانت الظروف مشيراً إلى أن دولاً غربية تواصل اختلاق الأكاذيب حول تعاون سورية مع منظمة الحظر لتمرير قرارات وإنشاء آليات غير شرعية في تسييس فاضح لعمل المنظمة.
وقال صباغ إن سورية انضمت في العام 2013 إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتعاونت مع الأمم المتحدة ومنظمة الحظر للتخلص من مخزوناتها من هذه الأسلحة ومرافق إنتاجها وهو ما تم إنجازه بوقت قياسي منتصف العام 2014 وفق ما أكدته تقارير المنظمة ذات الصلة.