هل هي بروباغندا.. ؟!!
حسن النابلسي
طغت التداعيات الناجمة عن البيانات الخاطئة، وما أحدثته من زيادة زعزعة الثقة بالحكومة – لجهة تعاطيها مع ملف استراتيجي من العيار الثقيل بمستوى “ملف الدعم” – على ما يشوب المسابقة المركزية التي اشتغلت عليها وزارة التنمية الإدارية وتستهدف من خلالها توفير حوالى 100 ألف فرصة عمل..!
هذه المسابقة، التي طالما انتظرها الكثيرون، لم تخل هي الأخرى من عدم التنسيق بين الوزارات، وسرعان ما طفى على المشهد العام للمسابقة، منذ اللحظات الأولى، ما يؤكد أن وزاراتنا تعمل بلا تنسيق، وأن كلا منها كيان منفصل عن الآخر، بدليل أنه تم رفض خريجي المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، نظراً لتغيير اسم المعهد الذي كان في العام 2012 يحمل اسم المعهد التقاني التجاري المصرفي..!
تفيد الأنباء الواردة من مراكز التقديم أن هذه المسابقة لم تكن بمستوى ما روجت له عرابتها “وزارة التنمية الإدارية”، ولاسيما إذا ما علمنا أن حصة خريجي الجامعات تكاد لا تذكر مقارنة بالفئات الأخرى، خاصة الرابعة والخامسة، مع الإشارة هنا إلى أن مروحة الأخيرة في سوق العمل أكبر من الأولى، لا بل إن بعض الاختصاصات الجامعية لم يتم لحظها بتاتاً في عدد من المحافظات، كالمكتبات على سبيل المثال لا الحصر..!.
لعل أبرز منغصات هذه المسابقة هو عدم احتساب سنوات الخدمة ممن هم معينون بموجب عقود سنوية في حال نجاحهم في المسابقة، وربما لا يحق لهم العودة إلى عملهم في حال رسبوا في المسابقة.. هذا فضلاً عن معاناة المتقدمين باستخراج الأوراق المطلوبة وحالة الفوضى والازدحام وانقطاع الشبكة، وغير ذلك من مشكلات لوجستية لا يعرف مرارتها الحقيقية غير المحكومين بأمل الفوز بفرصة عمل..!.
هذا غيض من فيض ما ينبئ بفشل حكومي يساهم بوأد أحلام شريحة دأبت – ولا تزال – باتجاه البحث عن فرصة عمل تقيها شر العوز، ولو بالحدود الدنيا.. ويخشى أن لا يعدو الهدف من هذه المسابقة مجرد بروباغندا أو استعراض إعلامي ليس إلا، ونأمل ألا يلقى ملف المسابقة ما لقيه نظيره ملف الدعم من فشل..!.
hasanla@yahoo.com