حلقات مفقودة تجعل الكساد كابوساً يلازم الحمضيات
اللاذقية – مروان حويجة
يبدو أنّ محصول الحمضيات لن يخرج تسويقياً من حلقات كساده بإجراءات آنية موسمية – وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها – وذلك بدليل أن إشكاليات تسويق الحمضيات ومنغصاته ومنعكساته لم تغب عن طروحات ومناقشات أعمال المؤتمرات والمجالس السنوية ومنها الفرق الحزبية من خلال الفلاحين أنفسهم حيث لاتزال – بحسب ما أكدوه – العجلة التسويقية غير قادرة على استيعاب المؤشرات الإنتاجية الكبيرة بالمقارنة مع الأرقام المسوّقة ، و في هذا المجال تتعدد السرديات عن حالات تأخير و انتظار دون أن تثمر عن استلام و نقل المحصول و تسويقه بحسب ما تمّ اتخاذه من إجراءات لدفع عجلة الحراك التسويقي.
و يؤكد مزارعون أن مشكلة تسويق الحمضيات المتراكمة والمتروكة منذ ثلاثة عقود لا يمكن أن تعالج بأيام وأشهر وبإجراءات طارئة عارضة أو بجرعات دعم في نصف موسم أو موسم كامل وآخر وبشكل مؤقت لأن هذا يؤدي إلى تدوير المشكلة من موسم لآخر أو ترحيلها مؤقتاً وهذا يستوجب – برأيهم – البدء منذ الآن بالعمل جدياً لتسويق إنتاج الموسم القادم وتكاد هذه المدة تكفي لاتخاذ التحضيرات التسويقية وهي كثيرة في اتجاهات ومحاور كثيرة: جني وتسعير وتسويق داخلي محلي وتصنيع وتصدير وغيرها من حلقات كثيرة تمّ تأكيدها من الجهات الحكومية المعنية نفسها التي زارت اللاذقية مؤخراً لإنقاذ محصول الحمضيات تسويقياً، وهنا ينبغي أن تؤخذ بالحسبان هواجس المزارعين من كثرة العرض على حساب تدني الطلب وهذا ما أكده لـ”البعث ” رئيس لجنة سوق الهال معين الجهني، مبيّناً أن تسويق الحمضيات لايزال يتأرجح بين العرض والطلب فعندما يكون الطلب محدوداً يتدنى السعر كما أن أكبر مشكلة يواجهها المحصول هي مشكلة النقل وهذه تحتاج إلى حل ومعالجة كونها تنعكس مباشرة على تدني مردود المزارع.
ويرى الجهني أن إيجاد الحلول الجذرية لمثل هذه الصعوبات يمكن أن تخفف من التكاليف والأعباء التي لايزال يتحملها المزارع ومن شأن معالجتها تمكين المزارع من الحصول على مردود أفضل .
وفي نفس السياق يرى منتجون ومسوّفون أن محصول الحمضيات يحتاج إلى إجراءات تسويقية استباقية على المدى القريب المنظور لتصريف أكبر كمية ممكنة، وإلى برنامج عمل دائم على المدى البعيد يأخذ شكل المؤسسة التسويقية الدائمة وعندها يتخلص محصول الحمضيات من الكساد الذي يلازمه .