وسط أحاديث عن خروقات ومخالفات.. هل تدخل الجهات الرقابية اتحاد كرة القدم؟
ناصر النجار
كثُرت في الآونة الأخيرة السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي حول بعض القضايا التي تخصّ المنتخب الوطني لكرة القدم، ورحلته في التصفيات الآسيوية وما شابها من عقبات ومنغصات كثيرة.
والبداية كانت مع حارس المنتخب إبراهيم عالمة وهداف المنتخب السابق رجا رافع، وقد تحدثا عن الكثير من المشكلات التي تعترض منتخبنا الوطني، سواء في البناء أو الإعداد أو أثناء المباريات والمعسكرات.
والملاحظات التي أبداها لاعبانا جديرة بالاهتمام وتقصي الحقائق، وصولاً إلى الأدلة الدامغة لوضع النقاط على الحروف.
ونتناول هذه الملاحظات حسب أهميتها، وكلّها مهمّة بدرجات متفاوتة، منها ما نسميه استغلالاً للمنصب والمركز من خلال جلب أشياء خاصة ليس لها أي علاقة بالمنتخب وكرة القدم، ومنها موضوع التجهيزات الرياضية واللباس الموحّد، ومنها موضوع التجهيزات الطبية وغيرها من أمور.
ومن هذه الملاحظات.. نعتقد أن هناك حملة دفاع عن شيء ما، وحملة هجوم على أشخاص بعينهم، وتسويقاً لآخرين من أجل الانتخابات الكروية الواضحة، وهذا الأمر لا يحتاج إلى ذكاء لاكتشافه بل هو واضح ومفضوح، وخصوصاً أولئك الذين يعلّقون على هذه الملاحظات، فيبرئون من يريدون ويكيلون التهم لخصومهم، والموضوع بحدّ ذاته تصفية حسابات شخصية على حساب كرة القدم والمنتخب الوطني!
والغاية من هذا الطرح هو التغطية على أمور أكثر أهمية، والعبث بصغائر الأمور ونسيان كبائرها، فهل قضية كرتونة أو أكثر تعادل موضوع التعاقد مع تيتا؟، وهل موضوع التجهيزات الطبية الناقصة تعادل فضيحة تسويق لاعبين ليس لهم شأن بكرة القدم ومستواهم أقل بكثير من مستوى اللاعبين المحليين؟!!.
ولنا ملاحظة مهمّة على ما تناوله اللاعب رجا رافع من الحرية الشخصية للاعبين، ونحن هنا نخالفه، فالحرية الشخصية لأي لاعب لا يقتضي أن يدخن وأن يشرب النرجيلة وأن يسهر هنا وهناك، لأن ذلك كلّه مؤثر على صحة اللاعب وجاهزيته البدنية وتركيزه، وهذا الأمر بدعة، لذلك لاحظنا التراجع المذهل في الجاهزية البدنية والمستوى بين العديد من لاعبينا، وفي مقدمتهم العالمة.
كلّ هذا قد يكون غير مهمّ أمام أحاديث عدة طالت اللجنة المؤقتة واتحاد الكرة المستقيل بالاتهام بقضايا مالية دون تقديم الدليل والبرهان على ذلك.
الأحاديث عن الأمور المالية كانت كثيرة، وتمّ تناولها كثيراً من خلال الهدر والإنفاق غير المشروع، حتى أن اللجنة المؤقتة في أول مؤتمر صحفي عقدته عندما استلمت مهامها تكلمت بهذه النواحي المالية، وأكدت أن هناك أربعة مليارات لكرتنا لم يحصل عليها الاتحاد السابق، وهناك مبالغ كأس العرب (750) ألف دولار، وهناك العديد من الأموال المتحركة، سواء من ناحية الواردات أو الصادرات، وهذه الأمور المالية غامضة، وهناك همس وغمز حولها، وسبق أن وعدنا المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي بلجنة تحقيق مع الاتحاد المستقيل، وبعد خمسة أشهر لم نعد نسمع بلجنة، وإذا كانت هناك لجنة، فلم نسمع أنها اجتمعت واستدعت وقرّرت!!.
السيئ بالموضوع أن كلّ شيء يحدث من مخالفات وخروقات وحتى اختلاسات يذهب مع الراحلين دون حسيب أو رقيب، وقبل أن ترحل اللجنة المؤقتة فإننا نتمنّى أن تبادر اللجان الرقابية وتمارس مهامها في اتحاد كرة القدم، فأمامهم ملفات كبيرة بمئات الملايين لا بد أن تظهر حقائقها للعلن.