بوتين لـ ماكرون: السلطات الأوكرانية ترفض بشدة تنفيذ اتفاق مينسك
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن السلطات الأوكرانية ترفض بشدة تنفيذ اتفاقيات مينسك بخصوص حل الأزمة في دونباس.
ونقلت سبوتنيك عن الكرملين قوله في بيان اليوم أن بوتين أشار خلال الاتصال إلى أن استفزازات العسكريين الأوكرانيين هي سبب التصعيد في دونباس، لافتاً إلى أن إمداد حلف ناتو لأوكرانيا بالسلاح يدفعها إلى حل الأزمة في دونباس عسكرياً.
وتابع البيان: إن بوتين وماكرون اتفقا على أهمية تكثيف جهود البحث عن حلول للأزمة في دونباس عبر خطوط وزارات الخارجية والمستشارين السياسيين لصيغة نورماندي.
وبخصوص مطالب روسيا الأمنية قال بوتين: على الولايات المتحدة وحلف ناتو التعاطي بجدية مع مطالب روسيا الأمنية وتقديم إجابات موضوعية حولها.
جاء ذلك بينما دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار في دونباس، مؤكداً سعي بلاده لإحلال السلام في المنطقة.
ونقلت رويترز عن زيلينسكي قوله في تغريده نشرها على موقع تويتر عقب اتصال بينه وبين الرئيس الفرنسي: إن “بلاده تدعم محادثات السلام وتكثيفها داخل مجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، معرباً عن دعمه للانعقاد الفوري للمجموعة والبدء بمحادثات جادة لإنهاء الوضع المتأزم.
وكان وزير الخارجية الأوكراني ديمترى كوليبا أعلن في وقت سابق اليوم أن كييف ليست بوارد القيام بهجمات واستفزازات ضد روسيا بل تسعى لإحلال السلام معها.
وقال كوليبا في مقابلة مع قناة أوكرانيا 24: إن أوكرانيا لا تخطط ولا تقوم بأي عمليات عسكرية هجومية أو استفزازات أو قصف للأراضي الروسية، مضيفاً: نحن لا نسعى للحرب.. نحن نسعى جاهدين من أجل السلام.
وأشار كوليبا إلى أن كييف تطالب بإجراء تحقيق دولي في المعلومات المرتبطة بسقوط قذائف أوكرانية على الأراضي الروسية وفق تعبيره.
وكانت روسيا أعلنت أمس سقوط عدد من القذائف التي أطلقت من أوكرانيا على أراضيها، بينما أعلن المركز المشترك لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في جمهورية دونيتسك صباح اليوم أن قوات المدفعية الأوكرانية قصفت أهدافاً جديدة في الجمهورية باستخدام قذائف من عيار 120 ملم المحظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اليوم أن روسيا لم تكن البادئة بأي هجوم على مدار التاريخ ولا تريد حتى أن تنطق بكلمة (حرب).
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله في حديث اليوم: “نذكر أن روسيا لم تهاجم أبداً أي شخص على مدار تاريخها، وروسيا التي نجت من العديد من الحروب هي آخر دولة في أوروبا تريد حتى أن تنطق بكلمة حرب”، موضحاً أن “موسكو تدعو الغرب إلى التفكير المنطقي عن الهدف من قيام روسيا بمهاجمة دولة ما”.
وشدّد بيسكوف على أنه عندما يتصاعد التوتر في دونباس إلى حدود قصوى فإن أي شرارة أو استفزاز بسيط يمكن أن يؤدّي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها، لافتاً إلى أن الغرب لم يحثّ كييف قط على ضبط النفس.
وأشار بيسكوف إلى “الطبيعة البنّاءة” التي يظهرها الرئيس بوتين في محادثاته مع القادة الغربيين بشأن أوكرانيا ونقل مخاوف روسيا إلى الشركاء الغربيين، وقال: إن “طبيعة المفاوضات بين بوتين والقادة الغربيين بشأن الوضع حول أوكرانيا تتناقض بشكل حادّ مع الهستيريا الإعلامية لهذه الدول”.
وبيّن بيسكوف أن الرئيس بوتين لا يهتم بالتقارير والتصريحات المتعلقة بتواريخ (الغزو الروسي) المزعومة لأوكرانيا، و”لكن بشكل عام مثل هذه التصريحات بالطبع هي عنصر ذو طبيعة استفزازية، ويمكن أن يؤدّي هذا بشكل مباشر إلى تصعيد التوتر”.
واعتبر بيسكوف أن ظهور مثل هذه التواريخ (للغزو الروسي المزعوم على أوكرانيا) يدفع كييف إلى حل مشكلة دونباس بالقوة.
من جهتها وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عدم استيعاب الرئيس الأوكراني لفكرة أن الغرب لا يحتاج إلى أوكرانيا قوية بـ”الكارثة”.
وقالت زاخاروفا في تصريح اليوم: “إن عدم الفهم من رئيس أوكرانيا بأن الغرب لا يحتاج إلى أوكرانيا دولة قوية، وأن سبب منحها الأموال هو فقط ضمن شروط تنفيذ كييف للإصلاحات والشروط المطلوبة منها.. هو كارثة للدولة”.
من جهة ثانية، أعلنت السلطات المحلية في مقاطعة فورونيج الروسية اليوم فرض حالة الطوارئ العامة على أراضيها، وذلك بسبب تدفق اللاجئين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
ونقلت سبوتنيك عن الحكومة المحلية في المقاطعة قولها في بيان: “قرّرنا فرض نظام الطوارئ العامة في المقاطعة بسبب التدفق المتزايد للأشخاص القادمين إلينا من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.. نحن بحاجة إلى استخدام جميع الموارد حتى يتم جمع وإيواء اللاجئين في مراكز مؤقتة بأسرع وقت ممكن وبراحة تامة”.
وأشار البيان إلى أن الوضع يتطلب حل عدد من القضايا التنظيمية مثل توفير المستلزمات المنزلية وتخصيص التمويل لقضايا اللاجئين ذات الأولوية واختبارات لفحص الإصابة بفيروس كورونا وما شابه ذلك.
ومقاطعة فورونيج هي ثاني مقاطعة روسية بعد روستوف تعلن حالة الطوارئ لاستقبال آلاف اللاجئين من دونيتسك ولوغانسك.
وكانت السلطات الروسية قد أعلنت اليوم عن وصول أول قطار يحمل لاجئين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتياً جنوب شرق أوكرانيا إلى مقاطعة فورونيج الروسية، وذلك نتيجة استمرار التهديدات الأوكرانية بشن حرب على الجمهوريتين.
وقالت وكالة تاس الروسية: من المخطط أن يتجه هؤلاء اللاجئون إلى نقاط الإقامة المؤقتة ومن بينها مخيمات “الشاشة الزرقاء” و”كيروفيتس” للأطفال بالمقاطعة ويحمل القطار نحو 500 شخص من سكان دونيتسيك ولوغانسك.
وفي سياق متصل، أعلنت جمهوريتا دونيتسيك ولوغانسك الشعبيتان المعلنتان ذاتياً أنهما تعرّضتا لقصف متكرّر من الجيش الأوكراني استهدف نقاطاً سكنية ما أسفر في حصيلة أولية عن مقتل مدنيين اثنين في لوغانسك وإصابة آخرين، بينما تم استهداف مصنع حكومي في دونيتسيك.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الشرطة في جمهورية لوغانسك قولها في بيان: “إن عدوان مسلحي كييف أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وتدمير خمسة منازل في منطقة بيونيرسكي”، مشيرة إلى أنه تم صد الهجوم وتكبيد العدو خسائر كبيرة.
وقالت السلطات في لوغانسك: إن ما مجموعه 49 انتهاكاً لوقف إطلاق النار من جانب قوات كييف وقع أمس بما في ذلك بالمدفعية الثقيلة، كما حذرت من احتمالية فقدان وانقطاع خدمة الاتصالات الخلوية والإنترنت.
بدورها قالت سلطات دونيتسيك في بيان: إن القوات الأوكرانية قصفت منطقتين سكنيتين ومصنع دونيتسيك الحكومي للمنتجات الكيماوية بقذائف من عيار 120 ملم المحظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
ولفت البيان إلى أنه ومنذ منتصف الليلة الماضية قصفت القوات الأوكرانية أراضي الجمهورية 20 مرة بما في ذلك ضواحي دونيتسيك وتم إطلاق 230 قذيفة باتجاه دونيتسيك بينها قذائف عيار 120 و122 ملم التي يحظر استخدامها بموجب اتفاقيات مينسك.
وفي سياق متصل قالت القوات الخاصة في الجمهورية: إنها أحبطت محاولة هجوم لمجموعة تخريبية على أراضي دونيتسيك خطّطت لتفجير المحطات الكهربائية الفرعية وأنابيب الغاز.