موسكو: سنرد بقوة على العقوبات الأمريكية الجديدة
أعلنت روسيا أنها سترد بقوة على العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة عليها، مشيرة إلى أن هذا الرد لن يكون بالمثل بالضبط.
ولفتت الخارجية الروسية في بيان أصدرته اليوم الأربعاء أن حزمة العقوبات الأمريكية الجديدة (وهي الـ101 من نوعها) تأتي “ضمن سياق محاولات واشنطن المستمرة لتغيير نهج روسيا”، مضيفة أن الولايات المتحدة على الرغم من أن مساعيها السابقة من هذا القبيل لم تؤت أي ثمار تذكر، “تلجأ مرة أخرى تلقائيا إلى الأدوات التقييدية غير الفعالة وغير البناءة من وجه نظر المصالح الأمريكية نفسها”.
وشدد البيان على أن روسيا أكدت قدرتها على تقليص الأضرار الناجمة عن العقوبات الخارجية، مضيفة أن الضغط بواسطة العقوبات “ليس من شأنه التأثير على عزمنا على الدفاع عن مصالحنا بحزم”.
وتابعت الوزارة: “يجب ألا يكون هناك أي شك في أننا سنرد على هذه العقوبات ردا قويا لن يكون بالمثل بالضبط، لكنه سيكون مدروسا وحساسا بالنسبة للجانب الأمريكي”.
وذكر البيان أن الأدوات المتوفرة للسياسات الخارجية الأمريكية لا تشمل حاليا سوى الابتزاز والتخويف والتهديد، محذرة من أن واشنطن أصبحت “ضحية الأفكار النمطية للعالم أحادي القطب واقتناعها الخاطئ بأن الولايات المتحدة لا تزال مخولة وقادرة على فرض قواعدها المتعلقة بالنظام العالمي على الجميع”.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الأدوات الأمريكية لم تعد فعالة في التعامل مع القوى العالمية الكبرى، منها روسيا، مبدية انفتاحية موسكو على “الدبلوماسية المبنية على مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق ومراعات مصالح بعضها البعض”.
في سياق متصل، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن ادعاءات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا عبر الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، بعيدة عن الواقع.
وقالت الوزارة، في بيان أصدرته اليوم الأربعاء ردا على تصريحات غوتيريش التي انتقد فيها قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، بعد إعلان مثل هذه المناطق من قبل بعض الزعماء الغربيين: “نعتقد أن الادعاءات الصادرة اليوم حول انتهاك سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وضرورة تنفيذ مجموعة مينسك التي صادق عليها القرار رقم 2202 لمجلس الأمن للأمم المتحدة بعيدة عن الواقع”.
وتابعت الوزارة: “ثمة سؤال منطقي، أين كان هؤلاء الناشطون في السنوات الـ8 الأخيرة، التي خاض خلالها النظام في كييف، الذي وصل إلى السلطة جراء انقلاب في الدولة، عملية عقابية ضد مواطنيه أودت بحياة 14 ألف مدني؟”.
وشددت الخارجية الروسية على أن غوتيريش كان عليه أن يطالب كييف على مدى تلك السنوات بتطبيق اتفاقات مينسك وقبل كل شيء عن طريق ترتيب حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك، مثلما تنص عليه مجموعة الإجراءات.
وأشارت إلى أن الأحكام الخاصة بضرورة احترام وحدة الأراضي تخص، حسب إعلان مبادئ القانون الدولي الذي صادق عليه القرار رقم 2625 للجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام 1970، “الدول التي تلتزم بإجراءاتها بمبدأ مساواة الحقوق وحق تقرير المصير… والتي تتولى فيها السلطات حكومات تمثل كل الشعب المقيم في هذه الأراضي”، مشددة على أن “الحكومة الأوكرانية ليست كذلك”.
في الأثناء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تهنئته لمواطني البلاد بمناسبة يوم “حماة الوطن”، إن الوضع الدولي يمر بمرحلة صعبة، مؤكدا أولوية الدفاع عن مصالح روسيا وأمن مواطنيها.
وقال في تهنئته: “نرى مدى صعوبة الوضع الدولي وما هي المخاطر والتحديات القائمة، مثل تخفيف نظام الحد من التسلح، أو النشاط العسكري لكتلة الناتو”، مضيفا: “أكرر أن مصالح روسيا وأمن مواطنينا أولوية بالنسبة لنا. لذلك سنواصل تطوير وتحسين الجيش والأسطول”.
وأضاف بوتين أن الأسلحة التي توجد في المناوبة القتالية لدى الجيش الروسي لا يوجد نظير لها في العالم.
وأشار إلى أن الاختبارات المفاجئة والتدريبات المنتظمة واسعة النطاق أظهرت أن جاهزية وتماسك وحدات الجيش الروسي تطورت بشكل كبير.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أنها بدأت بإجلاء الموظفين من جميع مقرات بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا.
وقالت الوزارة في وقت سابق إن القيادة الروسية قررت إجلاء موظفي البعثات الدبلوماسية الروسية في أوكرانيا، لحماية حياة الأشخاص وضمان سلامتهم.
وأكدت في تصريح أمس الثلاثاء، أن عمليات الإجلاء ستتم في أقرب وقت، مشيرة إلى أن هذا القرار تم اتخاذه بسبب التهديدات الموضوعية لحياة وسلامة موظفي السفارة.
وأوضحت الوزراة: “منذ عام 2014، تعرضت السفارة الروسية في كييف والقنصليات العامة لبلدنا في أوديسا ولفوف وخاركوف لاعتداءات متكررة. وكانت الاستفزازات تُشن بانتظام ضد المركز الروسي للعلوم والثقافة في كييف … كما تعرضت ممتلكات المركز لأضرار”.
وأضافت أن الدبلوماسيين الروس تلقوا تهديدات بالعنف الجسدي، وأضرمت النيران في سياراتهم، مشيرة إلى أنه خلافا لما تنص عليه اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، فإن سلطات كييف لم تتخذ أي إجراء لمنع حدوث ذلك.