ثقافةصحيفة البعث

غياب فرع كُتّاب القنيطرة عن المشهد الثقافي في المحافظة!

القنيطرة – محمد غالب حسين

يمكن القول دون تهيّب أو حذر، إن فرع القنيطرة لاتحاد الكتّاب العرب يغطّ بسبات عميق، ولا أثر له ولا تأثير، ولا فعل ولا فعّاليّة بالحركة الثقافية بالمحافظة، وأغلب أبناء المحافظة يجهلون مقره، ولم يسمعوا يوماً بفعل ثقافي حَمَلَ توقيع فرع القنيطرة لاتحاد الكتّاب العرب بجميع نشاطاتها الأدبية، ومهرجاناتها الثقافية، وفعالياتها الشعرية، ومناشطها القصصية، وحقولها الإبداعية. وأشعر بالأسى والغيظ، وأنا أثير هذا الموضوع الذي أرّق جميع مثقفي محافظة القنيطرة، وأثار حفيظة متابعي الشأن الثقافي فيها.

بيد أن الأمر ليس بغريب، ولا مستهجن، لأنّ رئيس الفرع وأمين السر وأمين الصندوق بفرع القنيطرة لاتحاد الكتّاب العرب من خارج المحافظة ولا يسكنون فيها، كما أنهم ملتزمون بالتعليم بالجامعة، والشأن الثقافي فيها لا يعنيهم من قريب أو بعيد، أو هو آخر اهتماماتهم.

وهنا أذكر بإشفاق، بل أستذكر بأسى، مؤسِّسي فرع كتّاب محافظة القنيطرة الأوّل الذين كانوا يحاربون دخول أي عضو جديد لنادي الخالدين في الإبداع والثقافة والشعر والبحث والتأليف، وأعني اتحاد الكتّاب العرب، ليبقوا في مواقعهم مترهّلين يقبعون بغرفة بمبنى الاتحاد العام للكتّاب، بعيدين عن المحافظة، والمعطى الثقافي فيها، رافلين بما يتوهّمون من مكانة اكتسبوها خلال انتسابهم للاتحاد خلسة عند تأسيس فرع كُتَّاب القنيطرة الذي رأى النور بعد تحرير مدينة القنيطرة حيث استوعب الاتحاد آنذاك كل المتقدمين، ومعظمهم لا يمتلك أي مُنتج ثقافي مطبوع. ولذلك كلّه، بقي عدد أعضاء اتحاد الكتّاب في القنيطرة، لا يزيد على عدد أصابع اليدين.

نعم، اليوم تُدمّى أقلام النخبة الثقافية بالقنيطرة بالأشواك التي زرعها الرهط الذين وقفوا حجر عثرة أمام أغلب الذين تقدّموا للانتساب للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عبر بوابة فرع القنيطرة، بل وشنّوا عليهم حرباً شعواء، ونجحوا بعدم قبولهم أعضاء في الاتحاد.

والأنكى من ذلك أن بعض قيادات فرع كتّاب القنيطرة مارس العمل الفكري عندما استقدمَتْ أسماء من محافظات أخرى، وزَكّتْ إنتاجها الأدبي الضّحل المتواضع بفعل رصيدها من معارف ومحاباة وشفاعات في الاتحاد، وتمكّنت من تنسيبهم بفرع كتّاب القنيطرة حتّى وصلنا لهذه النتيجة غير الحميدة. لكن لا يظنّن أحد، أن محافظة القنيطرة عقيم، تفتقر للبحث والتأليف، وتخلو من الشعراء والأدباء والمبدعين. فهناك مئات النجوم المتوهّجة، والأسماء اللامعة المتجذّرة إبداعياً: شعراً، قصة، ترجمة، بحثاً، تأليفاً، تؤدي دورها الثقافي، وتحظى باحترام المتلقين والمتابعين.

أما فرع كتّاب القنيطرة – وأذكر هذا وبنفسي ألف غصّة وحسرة – فقد ناصَبَ مثقفي المحافظة العداء، وواجههم بالويل، وهدّدهم بالثّبور وعظائم الأمور، إذا اقتربوا من كهفه المسحور!!.