قرية الغارية غارقة في مستنقع التقصير والإهمال
درعا- دعاء الرفاعي
يعاني سكان قرية الغارية الغربية في ريف درعا الشرقي من غياب واضح للخدمات، ولاسيما أن معظم طرقها ترابية تتحول إلى مستنقعات في فصل الشتاء لتشلّ حركة السير في القرية، إضافة إلى عدم وجود مشروع صرف صحي ما يتسبّب بانتشار الحشرات بكثرة وخاصة في فصل الصيف.
ويؤكد المواطنون أنه في كل عام تتكرّر مشكلة توجيه الصرف الصحي بشكل عشوائي من قرية الغارية الشرقية المقابلة لهم عبر فتح الحفر الفنية إلى الوادي المؤدي إلى قريتهم، الأمر الذي يؤدي إلى تشكّل المستنقعات وتعرضها للجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض والأوبئة، إضافة إلى انتشار القوارض والبعوض بشكل كثيف خلال الفترة الحالية، وتخوفهم من اختلاطها بمياه الشرب.
واتهم الأهالي المجلس البلدي بالتقصير والغياب التام لحلّ هذه المشكلة، إضافة إلى مشكلات عديدة متعلقة بقطاعات خدمية أخرى كالمياه والكهرباء الخارجة عن الخدمة، مما يجعل المنطقة غير مجهزة للعيش بأي شكل من الأشكال، حيث لا تزال خطوط الكهرباء وشبكة المياه في هذه البلدة خارج الخدمة.
واستهجن الأهالي من عدم وجود كادر طبي وتجهيزات في مستوصف صحي تمّ ترميمه من قبل المجتمع المحلي منذ أكثر من ثلاث سنوات، متسائلين: هل من المعقول أن تتمّ حملات اللقاح في ممر مبنى البلدية على الرغم من وجود هذا المستوصف.
رئيس بلدية الغارية الغربية إسماعيل شتيوي حمّل الجهات المعنية مسؤولية هذا التقصير، خاصة وأنه تم رفع وتوجيه عشرات الكتب الرسمية والمذكرات بخصوص موضوع الصرف الصحي، ولكن دون جدوى ودون أي ردود رسمية، حسب تأكيدات رئيس البلدية الذي اعتبر أن الحلّ الجذري لهذه المشكلة يكمن في إنشاء خط رئيسي محوري للصرف الصحي من بداية البلدة.
وحول موضوع عدم رفد المستوصف بكادر صحي وتجهيزات طبية، بيّن شتيوي أنه تمت مراسلة مديرية الصحة بأكثر من كتاب بهذا الخصوص منذ أكثر من شهر ونصف وسط وعود رسمية بقرب تجهيزه.
مدير الصحة الدكتور أشرف برمو لم يخفِ عدم قدرة المديرية على إعادة فتح وتأهيل المستوصف نظراً لعدم توفر الاعتمادات اللازمة، ولكن من الممكن وضعه ضمن خطة العام القادم، علماً أن المستوصف يضمّ ممرضتين فقط.
أما عن مشكلة الصرف الصحي فقد بيّن مدير شركة الصرف الصحي المهندس فارس عثمان أن وادي الذهب متداخل مع هاتين البلدتين بطول 4كم، والمشكلة تكمن في نهاية المصب، حيث تصبّ هذه المجاري في الوادي نهاية الغارية الشرقية، مؤكداً أن الشركة عملت على صنع أحواض تمّ زراعتها بالقصب واستكمالها منذ سنة بمساحة 3كم بهدف امتصاص مياه الصرف الصحي وتنقيتها مما يحدّ من هذه المشكلة كحل مؤقت، معتبراً أن تنفيذ محطة معالجة في الغارية الشرقية يكفل إزالة آثار التلوث بشكل نهائي، علماً أن الإعلان عنها تمّ منذ عام وإلى الآن لم تتوفر الاعتمادات اللازمة لها منذ عام 2010.