لليوم الرابع على التوالي.. الاحتلال يمنع الفلسطينيين من دخول الأقصى
البعث – وكالات:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي التضييق على الفلسطينيين، لليوم الرابع على التوالي، لمنعهم من دخول المسجد الأقصى، من خلال نصب الحواجز داخل القدس القديمة، وعند الطرقات المؤدية إلى أبوابه.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال شرعت بإبعاد المصلين والمعتكفين في الأقصى، ومنعتهم من الوجود في منطقتي المصلى القبلي وقبة الصخرة، في وقت اقتحم عشرات المستوطنين المسجد من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.
في الأثناء، اقتحم عشرات المستوطنين موقعاً أثرياً وخربة في الضفة الغربية.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أن عشرات المستوطنين اقتحموا موقع برناط الأثري الواقع على قمة جبل عيبال شمال نابلس بحماية قوات الاحتلال، وذلك بعد يوم من اقتحام جبل القبيبات في برقة شمال غرب المدينة، مؤكداً أن المستوطنين حاولوا أكثر من مرة إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة إلا أن الأهالي أفشلوا ذلك.
كما اقتحم مستوطنون خربة الحفيرة جنوب مدينة جنين، بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا طقوساً استفزازية فيها.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال عدد من مدن الضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين في مدينة البيرة وفتشتها واعتقلت ثلاثة فتية، فيما اعتقلت فلسطينيين اثنين أثناء مرورهما قرب أحد حواجزها شمال مدينة رام الله.
في وقت اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين، بعد أن اقتحمت منطقة باب العامود في البلدة القديمة بالقدس، واعتقلت شاباً بعد الاعتداء عليه، كما اعتقلت معلم مدرسة وثلاثة من طلابه في منطقة باب حطة، واعتقلت فلسطيني من أمام باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
كما أفادت مصادر أهلية فلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينياً من بلدة سعير شمال شرق الخليل، بعد أن داهمت منزله وفتشته، وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال نصبت حواجز عسكرية على بعض مداخل الخليل الشمالية، وبلدات سعير ويطا وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب في إعاقة مرورهم. وفي قرية كفر قليل جنوب نابلس أفادت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت قوات ثلاثة فلسطينيين.
في الأثناء، ندد عشرات الطلبة الفلسطينيين، خلال وقفة في قلقيلية بالضفة الغربية بالعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى واقتحامات المستوطنين المتكررة له.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن المشاركين في الوقفة التي نظمت في الحرم الجامعي بالمدينة، رفعوا لافتات منددة بالاحتلال واعتداءاته، وأخرى داعمة للمقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى.
من جانبه، طالب قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ولجمها لوقف هجمتها المسعورة على مدينة القدس والحرم القدسي الشريف.
وأكد الهباش في بيان، “أن الإشراف على المسجد الأقصى وشؤونه مسؤولية حصرية للأوقاف الفلسطينية”، مشيراً إلى أن محاولات الاحتلال تهويد المسجد تنذر بعواقب خطيرة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي وقف سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين تجاه ما يقع في فلسطين من عدوان إسرائيلي متواصل، والعمل على لجم الاحتلال ومنعه من تغيير الوضع التاريخي للقدس وأماكنها المقدسة وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
ووصف الهباش إجراءات الاحتلال بحق الحرم القدسي الشريف وزواره والمصلين فيه، وفي مقدمتها تحديد أعمار من يسمح لهم بالصلاة في الأقصى، بأنها اعتداء على حقوق الفلسطينيين، وخرق فاضح للقانون الدولي، الذي كفل الحق في حرية العبادة في الأماكن المقدسة.
بدورها، جددت خارجية السلطة الفلسطينية مطالبتها مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراراته، واتخاذ ما يلزم من إجراءات يفرضها القانون الدولي، لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف جميع أشكال التهويد بحق مدينة القدس ومقدساتها.
وأشارت خارجية السلطة في بيان، إلى أن سلطات الاحتلال صعدت خلال الأيام الماضية عدوانها وإجراءاتها القمعية والتنكيلية بحق المقدسيين والمصلين والمعتكفين في الحرم القدسي، والتضييقات والتقييدات التي تشهدها البلدة القديمة في القدس بما فيها الطرق المؤدية إلى الحرم.
وأكدت أن استمرار محاولات الاحتلال لتغيير الوضع التاريخي والديمغرافي القائم في المدينة المقدسة، انتهاك سافر لقرارات الشرعية الدولية، ما يتطلب من المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات، مشددة على مواصلة المقدسيين الصمود في مدينتهم التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي عاصمة فلسطين الأبدية.
وفي ردود الفعل الدولية، أدانت حكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية انتهاك الاحتلال الإسرائيلي حرمة المسجد الأقصى، والإساءة إلى قدسيته، والاعتداء على المصلين الفلسطينيين.
ودعت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان لها المجتمع الدولي إلى رفض أعمال العنف التي وقعت في القدس المحتلة، مؤكدة ضرورة احترام الأماكن المقدسة وحقوق الإنسان.
وجدد البيان تضامن فنزويلا مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره، ورفضها الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية.
من جهته أدان وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، الاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال على الفلسطينيين ومقدساتهم، مؤكداً تضامن كوبا القوي والثابت مع القضية الفلسطينية العادلة.
من جانبه، أدان الرئيس اللبناني ميشال عون بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين فيه.
وأشار عون في تغريدة له عبر حسابه على تويتر إلى أن اعتداءات قوات الاحتلال الممنهجة على حرمات الأماكن المقدسة في القدس لن تغير من هويتها، بل هي دعوات تستهدف الضمير العالمي من أجل الضغط لوقف هذه الممارسات.
وأعرب عون عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وتصديه لمحاولات تهويد الأقصى/ في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
إلى ذلك، يواصل أسيران فلسطينيان في معتقلات الاحتلال، إضرابهما المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأسرى.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الأسير خليل عواودة 40 عاماً يواصل إضرابه لليوم الـ 48 وسط تدهور حالته الصحية، حيث يعاني من آلام في الرأس والمفاصل وصداع وهزال وإنهاك شديد وعدم انتظام في نبضات القلب، فيما يواصل الأسير رائد ريان 27 عاماً إضرابه لليوم الـ 14.
ولا يزال الاحتلال يتعمد استخدام سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى، ويماطل في تقديم العلاج اللازم لهم، وخاصة أن هناك عدداً من الحالات المرضية الصعبة بين صفوف الأسرى تحتاج إلى تدخلات طبية عاجلة.
فيما شهدت مدينة أريحا بالضفة الغربية، وقفة تضامنية دعما للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب المشاركين في الوقفة، التي نظمت بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، المؤسسات الحقوقية والإنسانية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى في معتقلات الاحتلال، ولا سيما المرضى منهم، نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية، جراء الانتهاكات الجسيمة بحقهم من قبل سجانيهم.
ويعاني نحو 5 آلاف أسير فلسطيني في معتقلات الاحتلال من أوضاع صحية خطيرة للغاية، في ظل إهمال طبي متعمد بحقهم بينهم نحو600 أسير بحاجة إلى تدخل طبي عاجل.