مسيرة الأعلام الصهيونية بين تهديدات المقاومة وتراجع حكومة الاحتلال
تقرير إخباري
أثار سماح قوات الاحتلال لما يسمى “مسيرة الإعلام”، التي ستقام نهاية الشهر الحالي، بالمرور من باب العمود في القدس المحتلة، ردود فعل غاضبة من فصائل المقاومة الفلسطينية التي هددت على أثرها بأن أي مساس بالقدس والمسجد الأقصى يستوجب رداً فورياً، هذه التهديدات وضعت حكومة بينيت اليمينية المتطرفة أمام مأزق كبير تارة في استرضاء الصهاينة المتطرفين من خلال السماح لهم بممارسة شعائرهم التلمودية في المسجد الأقصى لضمان عدم انفراط عقد الحكومة المهزوزة أصلا، وتارة أخرى من رد المقاومة الفلسطينية كما فعلت معركة سيف القدس إبان حكومة نتنياهو والاعتداء على حي الشيخ جراح.
من هنا يمكننا فهم قرار محكمة الاستئناف التابعة للكيان الصهيوني التي ألغت حكماً سابقاً أصدره قاضي محكمة جزئية “إسرائيلية” يسمح لمتطرفين صهاينة بأداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى، هذا الإلغاء يتزامن مع ما نشره موقع “أكسيوس” الأميركي، من قلق أمريكي عبر عنه سفيرها في الكيان من أن تؤدي مسيرة الأعلام بالقدس للتصعيد، والخشية من ارتفاع التوتر في المنطقة.
في المقابل كشفت مصادر المقاومة في تصريحات صحفية بأنّها أجرت مباحثات عدة خلال الأيام الأخيرة مع الوسطاء بخصوص الاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال في مدينة القدس، مؤكدة أنها أبلغت الوسطاء بعدم الركون إلى استفزازات الاحتلال ومحاولاته فرض وقائع جديدة في القدس وخاصة التقسيم الزماني والمكاني، وأنها لن تسمح بعربدة المستوطنين في القدس وشوارعها، وشددت على أنّ “الرد على مثل هذه الاستفزازات سيكون من كل الساحات بما فيها غزة”، مشيرةً إلى أنّ “كل الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة لمواجهة استفزازات الاحتلال بما في ذلك الخيار العسكري”.
وأضافت، أن”المقاومة أكدت للوسطاء أنّ ما يجري استفزازٌ لمشاعر المسلمين، وهو أمرٌ يقود إلى حرب دينية”، كما شددت على أنّ “على الاحتلال العودة إلى الوضع القائم قبل عام 2000 في المسجد الأقصى”.
في ضوء هذا التهديد الواضح كان لافتاً مسارعة الاحتلال إلى إرسال رسائل الطمأنة عبر الوسطاء إلى المقاومة يؤكد فيها عدم نيته التصعيد وتخفيف عدد المشاركين في المسيرة وأن قواته ستمنع أي استفزاز للفلسطينيين أثناء مرورها”، وإنّه “لن يكون هناك تغيير على الوضع القائم داخل المسجد الأقصى، ومطالباً في الوقت عينه من فصائل المقاومة عدم إطلاق صواريخ من غزة.
بالمحصلة يمكن القول أن الرد الفلسطيني وتوحد فصائل المقاومة والساحات في الضفة والقدس الرافض لأي تحرك صهيوني من شأنه أن يفرض وقائع جديدة على الأرض، حشر حكومة المتطرف بينت ودفعها إلى التراجع عن قراراتها والتفكير ملياً حتى في السماح لمسيرة الأعلام من المرور بشوارع القدس المحتلة.
إبراهيم مرهج