الأربعاء الفلكي وتناغم الكون
حلب – غالية خوجة
عرضت الجمعية الفلكية السورية على مسرح المركز الثقافي العربي بالعزيزية فيلماً علمياً بعنوان “تناغم الكون”، ولفت جهاد الغنيمة مدير المركز إلى اقتران الحديث مع الصورة ليطوف الحضور في رحلة فضائية، بينما تحدّث عن الفيلم المهندس المخترع محمد مجد الصاري رئيس الجمعية الفلكية السورية بحلب عن “الأربعاء الفلكي” كيوم لفعاليات الجمعية الأسبوعية، لافتاً إلى عدة محاور تناولها فيلم “تناغم الكون”، وشخصياته العلمية والأدبية، ومنها كارل ساغان الذي كان مؤمناً بوجود حياة أخرى في الكون، وكيف كانت حياة يوهانس كيبلر محفوفة بالاكتشاف، وكيف ينسجم الكون ويخضع للقوانين.
وأشار الصاري إلى طريقة تفكير الإنسان في هذا الفضاء الذي يحيا فيه، بدءاً من الجاذبية، وصولاً إلى التجمعات النجمية التي تخيّلها الإنسان آلهة، ثم تخيّل أشكالها على هيئة كائنات منها الحصان والدب، عبوراً بالتنجيم والتنبؤ، مروراً باعتبار القدر معلقاً بين النجوم، وحين لم يجد الإنسان تفسيراً علمياً للكسوف والخسوف، اعتبرها ظواهر إلهية غاضبة. كما أشار الصاري إلى تنوع التفاسير والمفاهيم عبْر العصور، وبروز شخصيات متعدّدة منها كوبرنيكوس، وكذلك “بروميثيوس- سارق النار”، وبين علم وخرافة وأساطير كان الإنسان مهتماً، ومنذ القدم بالشمس، فبنى البيوت بنوافذ، ثم انتقل التفكير من دوران الشمس حول الأرض، إلى دوران الأرض حول الشمس ليبدأ العلم الفلكي بالتطور رغم محاربة الكنيسة في البداية لهذه الفكرة.
وركّز الصاري على هدف محاضرته الأساسية وهي قوانين كيبلر الثلاثة للحركة الكوكبية: 1-تدور الكواكب حول الشمس بحركة ليست دائرية، ولكن في قطع ناقص تحتل الشمس إحدى بؤرتيه، والقطع الناقص هو الشكل الذي نحصل عليه إذا قطعنا جسماً أسطوانياً بمنشار مائل. 2- تختلف سرعة الكوكب في دورانه حول الشمس تبعاً لمسافة بعده عنها، أي أن الخط الواصل بين كوكب والشمس يقطع مساحات متساوية خلال أزمنة متساوية. 3- مربع الفترة المدارية لكوكب ما يتناسب مع مكعب نصف المحور الرئيسي لمداره.
وبوجود الهندسة وعلم الفلك والفيزياء، اتسمت المحاضرة بجوها المعرفي الذي شمل العديد من الأسئلة والتساؤلات. أمّا عن فنيات الفيلم، فلقد كانت الوثائقية محوره، إضافة إلى بانوراما سريعة متداخلة المشهدية، ذات حبكة مشوّقة، حكت عن فهم الإنسان للظواهر المحيطة به، ومراحل تطورها، وصولاً إلى علم الكون والفضاء، ووصول الإنسان إلى القمر والمريخ.
