ثقافةصحيفة البعث

عشر جوائز لمواهب سورية في مهرجان الدار البيضاء لفنون الطفل

تواجدت سورية كعادتها وبقوة في مهرجان الدار البيضاء لفنون الطفل الذي انتهت فعالياته مؤخراً تحت شعار “الطفل العربي رمز الوحدة”، بحصول سورية على عشر جوائز مهمة ومشاركة فعالة لثلاثة سوريين في لجان المهرجان: الخبير الدرامي والإنتاجي ماهر رمضان رئيس لجنة تحكيم الفيلم التربوي، والأديبة رشا الخضراء عضو لجنة التحكيم في مسابقة فن الركح والشعر والأدب، والفنان التشكيلي نضال ديب ضمن لجنة الفنون التشكيلية.

ورأى ماهر رمضان المدير التنفيذي الأسبق للجنة صناعة السينما والتلفزيون في تصريحه لـ “البعث” أن سورية تتواجد بقوة في شتى الفعاليات الثقافية والفنية العربية والدولية، وكان لها حضورها المهمّ في المهرجان، وتُعدّ هذه المشاركة برأيه بوابة لإعادة التواجد السوري كما كان سابقاً، مشيراً إلى أن سورية جزء مهمّ من الوطن العربي، ولها بصمتها في كافة الفعاليات الثقافية المتنوعة، وجاء مهرجان الدار البيضاء لفنون الطفل كفرصة حقيقية لإعادة التواجد السوري، وهو المهرجان الذي يقيمه اتحاد المنتجين المغاربة بإشراف الاتحاد العام للمنتجين العرب. ونوّه رمضان بمشاركة ثماني عشرة دولة عربية في المهرجان الذي ضمّ كافة أنواع فنون الطفل العربي، وحرصت إدارة المهرجان بدعم من مكتب اتحاد المنتجين العرب بدمشق ممثلاً بالأستاذ زياد الموح على أن يكون تمثيل سورية عالياً ضمن فئات لجان التحكيم الست.

سورية مليئة بالمواهب

وعن تقييمه للحضور السوري على صعيد مشاركة الأطفال، رأى رمضان أنه كان جيداً جداً رغم أن الوقت لم يسعف في عملية جمع الأطفال الموهوبين، فسورية مليئة بالمواهب، وعلى الرغم من ذلك فقد شارك 25 طفلاً بمواهب متعدّدة، وكانت المفاجأة السارّة برأيه حصول سورية على عشر من الجوائز المهمة، منها جائزتا التميّز الذهبية في مجال الفن التشكيلي والرسم وفن الركح عن فئة الشعر، وجائزتا الإبداع في مجال الغناء والموسيقا، وجائزة شرفية للإناث وثلاث جوائز شرفية للذكور، وشهادات فخرية لأعضاء لجنة التحكيم لأدائهم المميز، ودرع المهرجان لمكتب اتحاد المنتجين في سورية نظراً لدوره التنظيمي الإيجابي في دعم المهرجان. وأوضح رمضان، كرئيس لجنة مسابقة الأفلام التربوية في المهرجان، أن اللجنة التي كان يترأسها كانت تضمّ في عضويتها المخرجين محمد ساشا وبكر الصديقي من المغرب، والمخرج الأردني محمد الجزازي، وقد تمّ العمل معهم كفريق واحد بغضّ النظر عن رئاسة هذه اللجنة التي أعطتها إدارة المهرجان كامل الحرية في تقييم الأعمال، وأضاف: “اعتمدنا قبل مشاهدة الأعمال آلية معينة، حيث منحنا كل تفصيل من الفيلم نسبة مئوية مثل الفكرة والهدف والعمليات الفنية والإخراج والموسيقا.. إلخ، وجمعْنا هذه النسب وخرجنا بنتائج كفريق واحد، مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات الفنية التي قد لا تكون موجودة لدى بعض الأطفال المشاركين”.

وعبّر رمضان عن أسفه لعدم وجود أي عمل سوري مشارك على هذا الصعيد، وعزا ذلك إلى ضيق الوقت في إعلان المسابقة وعدم تمكّن بعضهم من تحضير موادهم، متوقعاً في الدورات القادمة أن تكون هناك مشاركات سورية كثيرة ضمن فئة الفيلم التربوي الذي هو برأيه الشخصي كل عمل فني يوجّه رسالة تربوية أو تعليمية بطريقة حضارية، مؤكداً ومن خلال ما شاهده من أعمال مشارِكة على التنوع في الأعمال المطروحة مثل الفيلم أو الإعلان التوعوي أو القصة المصورة، وجميعها تحمل رسائل تربوية وتعليمية، والطفل برأيه بأمسّ الحاجة إليها لتعلمها وإدراكها، وأكثر ما أثار اهتمام رمضان تبنّي المؤسسات الرسمية في الدول العربية لمنتوجات الطفل وأعماله ودعمهم لها وتشجيعه على تطوير مهاراته، مختتماً تصريحه بتوجيه الشكر لكل المؤسسات والجهات الداعمة للمهرجان وهي: رئيس اتحاد المنتجين المغاربة محمد دريد رئيس المهرجان ورئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب د. إبراهيم أبو ذكري والنائب الأول للاتحاد د. زياد خضر ومكتب دمشق لاتحاد المنتجين العرب ممثلاً بالأستاذ زياد الموح ولكلّ أعضاء لجان التحكيم، والشكر الأكبر لأطفالنا المبدعين.

الطفل السوري في المقدمة

وأشارت رشا الخضراء في تصريح لـ “البعث”، وهي عضو لجنة التحكيم في مسابقة فن الركح والشعر والأدب، إلى الدور الكبير الذي لعبته المشاركة السورية في مهرجان الدار البيضاء للطفل العربي والذي أقيم تحت شعار “الطفل رمز الوحدة”، مبينة أنّ مواهب الأطفال كانت لها حضورها على ساحة المهرجان وقد استطاعوا إثبات ذاتهم حيث المتانة في الصياغة اللغوية وقوة الإلقاء، إضافة إلى الحماس الذي رافقهم لتبقى سورية فخورة بأبنائها. ورأت الخضراء أنه وبعد التزام جميع الأطفال المتقدمين بشروط المهرجان حقّ لهم أن يحققوا هذه النتيجة الرائعة، وكان لها دور في متابعة مواهبهم بتواصلها الدائم معهم كونها عضواً في لجنة فن الركح، موضحة أن اللجنة التي تمّ اختيارها من قبل المغرب لتمثل المهرجان كانت على تواصل مع الأطفال، وكانت النتيجة رائعة بتتويجهم عربياً ودولياً. من هنا أكدت الخضراء أنه كان لسورية دور مهمّ في تمثيل لجان التحكيم في المهرجان من خلال الخبير الدرامي والإنتاجي ماهر رمضان رئيس لجنة تحكيم الفيلم التربوي، والفنان نضال ديب عضو لجنة التحكيم في مسابقة الفن التشكيلي والرسم، وهي كشاعرة، منوهة بأن اللجان الست للمهرجان تكوّنت من ٢٣ مختصاً وخبيراً، منهم ستة رؤساء لجان تحكيم، وتمّ اختيارهم من عشر دول عربية، موضحة أن الحضور السوري كان متميزاً في المهرجان بشهادة القائمين عليه في المغرب، حيث تقدم من سورية ٢٤ طفلاً في مختلف المواهب، وكان للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة نصيب من هذه المشاركة من خلال مواهبهم لنثبت للجميع أن الطفل السوري في المقدمة، ولا شيء يقف أمامه رغم كل ما تعرّض له في ظل الأزمة، فهو لديه الإصرار والعزيمة للمشاركة في مثل هذه المهرجانات التي تكسبه الثقة بالنفس وتضعه أمام مسؤولية كبيرة. ونوّهت الخضراء بأن نتائج المهرجان جاءت بكل شفافية ومصداقية دون الانحياز إلى أي طفل، حيث تمّ تبادل أعمال الأطفال بين جميع الدول المشاركة ليتمّ التقييم من كافة اللجان وفق الشروط الفنية الكاملة للأطفال، إضافة لشروط المسابقة، حيث تمّ اختيار الأطفال من كافة الدول العربية، لذلك كانت النتائج برأيها مكلّلة بالمصداقية وبعيدة عن التحيّز، مبينة أن ما ميّز المواهب السورية تعدّدها بين الشعر والغناء والعزف على آلات موسيقية ومشاركة فئات عمرية متعدّدة وأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن دور الأيتام، ليحصل أطفالنا على عشر جوائز مصنّفة بين جائزة التميّز والإبداع.

أمينة عباس