المنشطات أكثرها تداولاً .. ارتفاع معدلات الإدمان بمختلف أشكاله بين الشباب والمراهقين
دمشق – لينا عدره
أكد مدير مشفى ابن رشد للأمراض النفسية الدكتور غاندي فرح ازدياد حالات الإدمان بمختلف أشكاله بين معظم الفئات العمرية ولاسيما فئة الشباب وعلى مستوى الجنسين وخاصة خلال سنوات الحرب.
وبيّن فرح في تصريح خاص لـ “البعث” أن المنشطات التي تُصنّع على شكل حبة دواء – وهي ليست دواء – من بين المواد الأكثر تداولاً بين المدمنين نتيجة توفرها، لتُسجِّل تلك الأصناف زيادة في نسب الاستهلاك، خاصةً وأنَّ الظروف العامة مهيأة لزيادة حالات الإدمان.
وأكد فرح أن ما يلفت الانتباه تزايد أعداد المدمنين بين المراهقين، حيث يراجع الأهالي المشفى للاستفسار عن بعض الأمور التي باتوا يلاحظونها على أبنائهم، إضافة إلى الأعداد الكبيرة التي تراجع العيادات الخارجية في المشفى، وتتراوح ما بين 30 مريضاً كحدّ أدنى وصولاً إلى 100 يومياً لمرضى نفسيين وإدمان، ما يوضح مدى تفاقم الظاهرة، مشيراً إلى استمرار المشفى في استقبال المرضى من دون توقف حتى في فترة كورونا، رغم أنه كان في تلك الفترة مركز عزل.
وأوضح فرح أن الضغط كبير على الأطباء، وخاصة مع وجود طبيبين نفسيين لمعاينة أكثر من 100 مراجع يومياً، لافتاً إلى أن تركيز الأطباء في القبول ينصبّ أكثر على المرضى النفسيين، لأنهم الأهم، والأولوية للحالات الخطرة بينهم.
وبينما تقتصر المراكز التي تعالج الإدمان في سورية على اثنين فقط (مشفى ابن رشد وقسم آخر موجود في مشفى ابن خلدون في حلب)، بين فرح أن المشفى يجد نفسه مضطرا لاستقبال أعداد كبيرة من مختلف المحافظات، ما أدى إلى زيادة الضغط على الكادر الطبي الذي يعاني من نقص دائم بعدد الأطباء المختصين والمختصين النفسيين والاجتماعيين الذين يعتبرون أساس العمل، علماً أنه يوجد أعداد جيدة من الأطباء المقيمين ما زالوا في طور التدريب والتعلّم.
وتطرق فرح إلى حاجة المشفى لبعض الأجهزة الطبية كـ “ايكو القلب”، وبعض الأجهزة الأخرى المتعلقة بالمعالجة الفيزيائية، نظراً لكون الأخيرة تشكل جزءاً مهماً من عمل المشفى الذي كان سابقاً مجرد مركز لعلاج حالات الإدمان تحت مسمّى “المركز الوطني لرعاية الشباب”، وكان يتضمن حينها غرفة خاصة للعلاج الفيزيائي تساعد مرضى الإدمان خلال فترة العلاج وتخفّف الآلام وتعينهم على تحمّل أعراضه وتمكينه من قضاء فترة علاجه براحة تامة، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة اليوم باتت مستهلكة بعد أن تم إصلاحها مرات عدة، وبالتالي هناك حاجة ماسة لتجديد القسم.
كما لفت فرح إلى الحاجة لاستثمار المساحات الموجودة في المكان علماً أن هناك دراسة سابقة تمّ خلالها وضع مقترح لتجهيز ملعب يمضي فيه المرضى جزءاً من وقتهم فيه، إلا أن الأمر لم يتمّ، معتبراً أن بناء المشفى على عدة مراحل، موزعة على ثلاث كتل، أضاع فرصة استغلال واستثمار المساحات الكبيرة فيه بالشكل المناسب، لتكون تلك إحدى أهم مشكلاته، لافتاً إلى أن من يدخل المشفى سيلاحظ القسم الأقدم فيه الذي بُني أثناء الاحتلال الفرنسي وكان يُسمّى في وقتها بـ “الكرنتينا”، وبات حالياً بحاجة إلى توسعة لرفع طاقته الاستعابية المقتصرة على 51 سريراً، علماً أن هناك طابقاً لم يكتمل بعد، ولو استُكمل لكان الاستيعاب أكبر، إلا أن الوضع المادي اليوم بات يُشكِّلُ عائقاً كبيراً.
أما فيما يخصّ الأدوية، فيؤكد فرح عدم انقطاعها أبداً، إلا أن كمياتها تتفاوت وتقلّ، ما بين مدّ وجزر، منوهاً بحرص المشفى على تقديمها بالمجان، حتى للمرضى الذين يراجعون العيادات الخارجية في حال توفرها، لأن أدوية المرضى النفسيين كما هو معلوم غالباً ما تكون طويلة الأمد.