لقاء “وثيقة وطن.. هذي حكايتي” مع الطلبة بجامعة حلب
حلب – غالية خوجة
اتسم لقاء مؤسّسة “وثيقة وطن – جائزة هذي حكايتي 2022” الذي أُقيم على مدرج معهد التراث بجامعة حلب، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية – فرع حلب، بالتعريف بالجائزة وسيرتها وأهدافها وشروطها وكيفية أرشفتها للتفاصيل اليومية الحياتية أثناء الحرب الإرهابية على وطننا الحبيب، وكيف أنها تشجّع على تدوين التراث الشفاهي، وكتابة المذكرات اليومية، وكيف توثق للوطن وتراثه ومعاناة أهله، وتخصيصها لدورة 2022 لتأريخ الطالب السوري الذي عانى من ويلات الحرب وأكمل تعليمه، لذلك، تجيء هذه الدورة التي ينتهي استقبالها للمشاركات يوم 31 تموز 2022، بعنوان: “قصص واقعية تخطّها أقلام طلابنا”، كونها دورة مخصّصة لجميع الطلاب السوريين في الجامعات والمعاهد والدراسات العليا المقيمين في سورية وخارجها، ليعبّروا توثيقياً عن الأحداث التي عايشوها زماناً ومكاناً بطريقتهم التي ليس بالضرورة أن تكون إبداعية بقدر ما تكون واقعية.
ويبلغ عدد الجوائز للقصص الفائزة 18 جائزة وفق فئات موضوعات القصص، ويخصّص لكل فئة ثلاث جوائز قيمة ذهبية، وفضية، وبرونزية، ومكافآتها، توالياً، 800 ألف للمركز الأول، و600 ألف للمركز الثاني، و400 ألف للمركز الثالث.
ترتيب الفكر قبل ترتيب الحجر
تحدث في اللقاء المهندس عمر جباعي رئيس القسم الإعلامي والثقافي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية عن الرسالة السامية لمؤسّسة وثيقة وطن، لتوثيق تأريخ الحرب بقصة، بأيدي الطلاب الشباب والصبايا الذين صمدوا وعاشوا فعلياً المعاناة والحالات الإنسانية المختلفة، لتقرأها الأجيال القادمة، وتعرف كم حايثَ هذا الجيل المعاناة الصمود والانتصار، وكم كان واعياً ومشخّصاً للإرهاب، وكيف بنى الفكر قبل الحجر. وأكد: حلب قدمت نموذجاً مشرفاً كما المحافظات السورية الأخرى، وعانى طلابها كثيراً، وبإمكانهم المشاركة بقصة حدثت معهم لنكتب تأريخنا بأيدينا لا بأيدي غيرنا، لأن كل إنسان سوري عكس للعالم من هو المواطن السوري، وكل بيت فيه قصص وقصص.
ثم حكى لنا عن أمثلة واقعية، منها: كيف أن المواطن الحمصي لم يغسل ثيابه بحلب لأنها كانت تعاني من شح الماء، وغسلها في حمص حالما وصل إليها، بينما هناك امرأة “حجّة” كبيرة في السن رفضت أن تشرب الماء وهي تستشهد، وتركته للجنود لأنها رأتهم أحق منها بهذه الشربة.
التأريخ الوطني حقيقة ميدانية
بينما قدّم موسى خوري مدير المشاريع في مؤسسة وثيقة وطن عرضاً شاملاً عن المؤسّسة وجائزتها، ورافق حديثه فيلم بانورامي قصير عن عمل المؤسسة وآلية التوثيق الشفوي ومعاييره وشروطه، كما عرّف بفريق المؤسسة من محاورين وباحثين ومفرغين، كما أطلّ الفيلم على الجائزة منذ تأسيسها عام 2019، وعلى الفائزين بها، ودورها في عملية التوثيق الوطني.
وأكد خوري على ضرورة التشارك في كتابة تأريخ وطننا المعتمدة على علم جديد تأسّس في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية، ليكون أكثر واقعية وأقرب ما يكون إلى الحقيقة الميدانية، سواء كان تسجيلاً صوتياً، أو مرئياً، أو كتابياً، أو شهادات حية، ليستفاد منه تحليلاً ودراسات وأبحاثاً، لأن التراث وبكافة أشكاله وفروعه هو هويتنا.
واسترسل: من أهدافنا، أيضاً، الوصول لأناس لم نصل إليهم، لنتشارك جميعنا في توثيق هذه المرحلة التأريخية، ومن ذلك، كتابة المذكرات لأنها تتحوّل إلى شهادات مهمّة، وكذلك التأريخ الشفهي الذي لا يهتمّ بالجانب السياسي وإن كان يهتمّ به، لأن المهم هو تفاصيل الحياة اليومية.
واختتم خوري: شجعتنا المشاركات المتزايدة مع كل دورة على تخصيص الجائزة لهذا العام للطلاب، وكل طالب سوري هو جزء من عملية الإعمار السورية الثقافية الفكرية الإنسانية، وتحقّ له المشاركة في الجائزة التي تركز على قيمتها الفكرية الثقافية المعنوية لا المادية، لأن لكل طالب قصصاً وذكريات وأحداثاً شهدها وقيماً إنسانية يكتبها لتكون أفضل قصة واقعية قصيرة تفوز ضمن “وثيقة وطن”.
أكملت تعليمي في حلب
وبدوره، حكى الطالب فوزي عثمان الحائز على برونزية الجائزة عام 2020 حكايته الدرامية مع الحرب، وكيف نزح من عفرين إلى حلب مع آلامه وأحلامه، وكيف أكمل دراسته رغماً عن الإرهاب، وكتب آلامه وشارك بقصته في “هذي حكايتي”، وفاز بإحدى جوائزها، وهو، حالياً، طالب في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة حلب.