نبض رياضي.. خلل تعيينات إدارات الأندية
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
لا يكاد يخلو اجتماع للمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام من قرار يخص تغيير أو تعديل لإدارات أندية لأسباب متعددة يتم اختصارها بتبرير “عدم الانسجام” ، وبذلك تكون أنديتنا قد بقيت أسيرة عدم الاستقرار والتخبط الإداري الذي سيورث بالضرورة مشاكل فنية تعيق الدور المنوط بها.
فمن المعروف أن النادي هو اللبنة الأولى في البناء الرياضي، وهو المنطلق لتأسيس رياضي حقيقي يخدم المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات، لذلك كانت صلاحيات إدارة النادي في النواحي المالية والاستثمارية كبيرة على أمل أن تتم الاستفادة منها في تطوير لاعبيها، لدرجة أن رئيس ناد لديه هامش في التصرف يفوق رئيس لجنة تنفيذية أو اتحاد لعبة حتى!
هذه الميزات لم تؤثر على واقع أنديتنا التي نجدها تقع تحت وطأة الحاجة المالية والفقر في التخطيط والتنفيذ في الأطر الفنية، فمنذ أن تم فتح المجال أمام ما يسمى الداعمين والرعاة لدخول مجالس الإدارات زادت مشاكل الأندية وباتت ترضخ لرؤى هؤلاء الداعمين الذين يملكون عصب الرياضة لكنهم لا يملكون خلفية فنية تعطيهم القدرة على اتخاذ قرارات تمس الشأن الرياضي.
وجود هؤلاء الداعمين على ضرورته يفتح التساؤل على مصراعيه حول سبب دخولهم إدارات الأندية ورغبتهم في الصرف على ألعابها، كما أن طريقة الصرف مع التحكم بالقرارات الفنية يضع هدف الرياضة برمتها على المحك مع خروج الخبرات وأصحاب التجربة من ميدان العمل لمصلحة أشخاص ميزتهم الوحيدة امتلاك القدرة الاقتصادية.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن عدة حالات سجلت مؤخراً في أنديتنا على أن الداعمين المتواجدين في الإدارة أو حتى رؤساء الأندية يسجلون ما يصرفونه على النادي بصيغة “الدين” أي أنه ليس تبرعاً أو مساعدة، بل هو قرض مؤقت يتعلق بوجود الشخص في موقع القرار، حتى إذا خرج أو استقال عاد ليطالب النادي بما له من مال، ليزيد حالة الإرباك ويقيد الإدارة الجديدة.
التخبط في الخيارات الإدارية مرض تحول لداء يصعب التخلص منه في حال كانت خطوات العلاج مشابهة لما سبق، ولاندري صراحة كيف للاتحاد الرياضي أن يتحدث عن تطوير عمل الأندية ويطالبها بدعم العملية الرياضية وصولاً للمنتخبات الوطنية، وهو يختار أشخاص في إدارتها لا يملكون أدنى درجات المعرفة في أصول القيادة الرياضية وكيفية التخطيط بعيد المدى أو حتى سبق لهم أن لعبوا رياضة ولو على سبيل الهواية.