نماذج القرى التنموية.. حلول للواقع الزراعي وتجسيد للبيئة السليمة؟!
دمشق – بشار محي الدين المحمد
بشكل متزامن مع تبني وزارة الزراعة نماذج القرى التنموية كقواعد اقتصادية منتجة ورديفة للاقتصاد الكلي، تقدم الخبير التنموي المهندس إبراهيم خضرة بمجموعة من الطروحات لتحسين الواقع البيئي في منطقة سهل الغاب، في طليعتها إنشاء شبكة مدروسة من مصدات الرياح تخفف من أضرار الرياح على المزروعات في سهل الغاب، خاصة مع ما نشهده من عواصف ومتغيرات مناخية تؤثر على المواسم في كافة المراحل، وإدخال زراعات جديدة بأسعار مجزية يتم الإعلان عن أسعارها منذ بداية الموسم بدلاً من أن يترك الفلاح حتى يبدأ بتسويق محصوله وتحديد أسعار غير مجزية لمنتجاته، كما يحدث في العديد من المحاصيل الاستراتيجية كل عام.
وطالب الخبير بوضع خطة لتوزيع المساحات الهائلة من الجبال التي حرقتها صواريخ الجهل والإرهاب على الأسر الفقيرة لاستثمارها زراعياً، مع دعمهم بالقروض طويلة الأمد لاستصلاحها وزرعها بالأشجار المثمرة حصراً، بشكل يحقق الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، بدلاً من إضاعة الوقت والجهد والمال بإعادة تشجيرها ليعود مسلسل الحرائق المفتعلة من جديد لعدم وجود من يحميها، والبحث عن صيغ مثلى لاستثمار أراضي مزارع الدولة في الغاب، وحل ملف سلبيات الفساد، والإهمال المتكرر الذي يكتنفها، كما أشار المهندس إلى ضرورة تشجيع الاستثمار السياحي للكثير من المناطق الصالحة لإقامة منشآت سياحية، وهي كثيرة في سهل الغاب، وضرورة إيجاد حل جذري وسريع لمشكلة العقارات على الشيوع ضمن بلديات الغاب كافة، مع تسريع أضابير نقل ملكية عقارات أملاك الدولة ضمن البلديات إلى المواطنين للحد من ظاهرة البناء العشوائي، ولتمكين المواطنين من الاستفادة من مزايا التسجيل العقاري، والقروض وغيرها، بما ينعكس إيجاباً على الواقع الاقتصادي والمعيشي لسكان الغاب.
من جهة ثانية، ذهب المهندس أحمد خليفة إلى ضرورة تبني بعض خطط الريف الأوروبي التي أثبتت نجاحها في ستينيات القرن الماضي، والتي عكست الهجرة من المدينة إلى الريف، حيث يجب منح أراض مرخصة للبناء في الأرياف لتوسيعها، مع منح قروض لبناء بيوت ذات تصميم موحد وملفت للنظر، ويحتوي كافة متطلبات العزل، وتوفير الطاقة تتكفل البلديات بتصميمه وفق مخطط واحد لتوفير التكاليف الهندسية، مع منح إعفاءات من الرسوم، بحيث تستخدم المبالغ الموفرة في العزل وتوليد الطاقات البديلة، مؤكداً أن مثل تلك الأفكار أدت لهجرة عكسية من المدينة إلى الريف في الدنمارك بمعدل مليون ونصف مليون إنسان، ومعظمهم باتوا يعملون بالزراعة والمشاريع الإنتاجية، كما بيّن المهندس خليفة أن الأطفال عاشوا في بيئة أفضل تحوي مروجاً وحدائق، وهذا أفضل من بيوت وزحام المدينة، كما أن هذه المشاريع إذا عممت ونجحت ستحقق زيادة الخدمات في الأرياف بدلاً من تركزها في المدن، وهكذا سنتخلص أو نخفف من مشكلات العشوائيات التي تهدر الطاقة ولا تعطي الساكن معنى السكينة، لأن البرد والحرارة وضعف الخدمات تجعل المواطن غير منتج إذا لم تكن ظروف سكنه مناسبة، عدا عن الكوارث الاجتماعية التي تكثر في العشوائيات.