رياضةصحيفة البعث

من المسؤول عن غياب الجزيرة عن الدوري الكروي الممتاز؟

ناصر النجار 

كلّ عشاق الكرة السورية أبدوا أسفهم العميق لانسحاب الجزيرة من الدوري الكروي الممتاز، ورغم أن الجميع أحيط بهذا الانسحاب علماً قبل فترة لا بأس بها، إلا أن الصدمة كانت وليدة لحظة الحقيقة التي أعلنها الحكم الدولي شادي الشحف بصافرته أمس على ملعب الجلاء عندما أعلن الغياب القسري لفريق الجزيرة بعد مهلة ربع الساعة من موعد المباراة الأصلي بوجود فريق الوحدة وكلّ المعنيين عن المباراة.

الحزنُ يلفّ الجميع لأن الغائب يمثل البقعة التي تكمن في أقصى الشرق، وكان لممثلها البصمة الواضحة في كلّ مشاركاته، فضلاً عن النبع الكروي الذي ضخ للكرة السورية مئات اللاعبين والنجوم والمواهب الذين أثروا بمشاركاتهم المنتخبات الوطنية في مشاركاتها الخارجية.

الأمرُ كان يمكن تداركه بمزيد من الوعي والمسؤولية، لكن تعنّت إدارة النادي وشروطها التعجيزية حالت دون ذلك، فغابت شمس الجزيرة عن الدوري الممتاز، والقضية لم تكن محدّدة بالمطالبات المالية وحدها، ولكنها بطلب اللعب في الحسكة وهذا الأمر مرهونٌ بموافقات رسمية لم يستطع نادي الجزيرة الحصول عليها.

ورغم أن القيادة الرياضية تنازلت عن بعض الأمور المالية وطلبت من الأندية الأخرى المساهمة في نفقات مشاركة الجزيرة بالدوري الممتاز، وهو بالأصل مخالف للقوانين، إلا أن إدارة الجزيرة رفضت المشاركة، وعلمت “البعث” من مصادر خاصة أن بعض اللاعبين والكوادر تنازلوا عن مستحقاتهم المالية، لكن الأمور بالمحصلة الأخيرة جرت لمصلحة الانسحاب لأسباب عديدة، منها الجاهزية الفنية والبدنية للفريق.

قضية الانسحاب أضرّت بالدوري الكروي الممتاز كثيراً، وأضرّت بالكثير من الأندية التي خسرت مقعداً تتمنى وجودها فيه وتدفع مئات الملايين من الليرات لتصل إليه، وهنا نجد الحزن يخيّم على الفرق التي كانت تنافس الجزيرة في التأهل إلى الدرجة الممتازة وأهمها فريق الحرية، كما عتبت الفرق الهابطة (الشرطة والحرجلة والنواعير وعفرين) لأنها كانت أحق بالبقاء في الدوري.

ما حدث يمكن القول إنه بسبب عدم استعداد الجزيرة لاستقبال الدوري الممتاز، ومن المفترض وقد تأهل الفريق قبل خمسة أشهر أن يولي القضية الاهتمام الكامل من التحضير والاستعداد وتأمين الموارد المالية بالاتفاق مع اللجنة التنفيذية ومحبي النادي، وربما تخبّط الإدارة وعدم استقرارها ساهم بكل ذلك فكانت الخيبة بادية على الجميع.

من هذا الموقف فإننا ندعو منذ الآن الفرق التي ترغب بالمنافسة على الصعود إلى الدرجة الممتازة أن تهيئ كل العوامل حتى لا تقع بالمشكلة ذاتها عندما يتحقق التأهل وتعاد القصة مرة أخرى.