رئيسي في الأمم المتحدة: الغرب يكيل بمكيالين وموقفه من “إسرائيل” مثال ذلك
نيويورك – طهران – تقارير:
أكّد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّ الشعب الإيراني يعتقد “أنّ الظلم هو ما يثير الفتن في المنطقة”، مضيفاً: إنّ “طهران تدعم العدالة في العالم، وتنبذ الظلم المثير للفتن”.
وقال رئيسي خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم: إنّ “منطقة غرب آسيا ترفض العالم القديم، وهي مع التعدّدية المبنية على العدالة”، ووجّه تساؤلاً إلى من يدّعون العدالة: “أليس بإمكانكم الحدّ من الظلم؟”.
وتساءل رئيسي: “ما الذي قامت به إيران غير المطالبة بحقوقها العادلة، التي هزّت من ينشرون الظلم في العالم؟”.
وشدّد الرئيس الإيراني، على أنّ “الشعب الإيراني عازمٌ على تحقيق العدالة، لكن الأحادية العالمية ترفض ذلك”، مضيفاً: “إيران التي كانت ضحية الإرهاب باتت اليوم موطن الأمان ومحاربة للإرهاب”.
ولفت رئيسي، إلى أنّ “إيران اتبعت سياسة التقدم من أجل ثبات النظام، ولدينا الكثير من الإنجازات العلمية، والعالم بحاجة إلى إيران القوية”، متابعاً: “لدينا الكثير من الإنجازات في المجالات التكنولوجية والطبية والطاقة، ولدينا العديد من الصناعات المتطوّرة”.
وأشار، إلى أنّه “لدى طهران سياسة حسن الجوار وتعميق العلاقات بالدول المحيطة، وهذا ما نقوم به”، مضيفاً: إنّ “الحروب لا تحل المشكلات، بل الحوار قادرٌ على ذلك، وكنت أؤكد لدول المنطقة أهمية التعاون بيننا”.
وأضاف: إنّ “إيران بلد إقليمي قوي، وبدأت فصلاً جديداً من الصداقة مع دول العالم، وأثبتت أنّها صديقة لجيرانها في الأوقات العصيبة”.
واتهم الرئيس الإيراني دول الغرب بـ”الكيل بمكيالين”، مشيراً إلى ممارسات “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكّد رئيسي، أنّ “إسرائيل” تمارس التطهير العرقي بحق الفلسطينيين منذ 70 عاماً، وتفرض على قطاع غزة حصاراً مطبقاً، مردفاً: إنّ “الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس لا يمكن أن يكون شريكاً في الأمن”.
وأضاف: “لا يوجد شعبٌ تعرّض للظلم أكثر ممّا تعرّض له الشعب الفلسطيني”، وأكد أنّ “كل الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر تعود إلى سكانها الأصليين من مسلمين ومسيحيين ويهود، وعلى هؤلاء السكان تحديد مصيرهم من خلال إجراء استفتاء شامل”.
وأشار إلى أنّ “بعض الدول يعتبر أن إيران تمثل تهديداً عبر برنامجها النووي، لذلك أعلن من هنا أنّ إيران لا تنوي تصنيع السلاح النووي، ولا تفكر فيه، وذلك بناء على فتوى قائد الثورة بتحريمه”.
وبيّن رئيسي، أنّه “على الرغم من أنّ برنامج إيران النووي يُشكّل 2% فقط من مجمل النشاط العالمي، لكن الوكالة الدولية تشمله بـ35% من عمليات تفتيشها”.
وقال: إنّ “إيران قبلت عام 2015 الاتفاق النووي، لكنها واجهت انسحاب أميركا منه”، مبيّناً أنّ “الوكالة الذرية ذكرت 15 مرّة في تقاريرها أنّ إيران التزمت بالاتفاق النووي بينما أميركا هي من خرجت منه”.
وأشار، إلى أنّه “لو لم يكن هناك مرونة من إيران لتوقفت المفاوضات في جولاتها الأولى، وطهران قللت كثيراً من تأثير الضغوط والعقوبات، وأميركا خسرت في هذه المعركة”.
وشدّد رئيسي، على أنّ “طهران جادّة في المفاوضات، وأثبتت أنها تملك إرادة حقيقية للتوصل إلى اتفاق، إذا أُخذت مصالح الشعب الإيراني في الحسبان”.
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة، رفع الرئيس الإيراني صورة قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيراني سابقاً، الشهيد الجنرال قاسم سليماني، في مقرّ الجمعية في نيويورك.
وأكد رئيسي أنّ الرئيس الأميركي السابق قال إنّ أميركا هي من أنشأت داعش، لكن إيران تمكّنت من إفشال هذا المشروع، وقائد هذه الحرب ضد الإرهاب لم يكن سوى الشهيد سليماني، وبالتالي فإن قرار اغتياله كان بالدرجة الأولى خدمة للتنظيم، مطالباً بـ”معاقبة الرئيس دونالد ترامب الذي وقّع وثيقة الجريمة وأمر باغتيال الشهيد سليماني بشكلٍ همجي وغير مشروع”.
وبشأن المفاوضات النووية أيضاً وخلال لقائه الرئيس السويسري غاي بارملين على هامش اجتماع الـجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكد رئيسي، أن الإدارة الأمريكية الحالية تدّعي معارضة قرارات الإدارة السابقة بخصوص الاتفاق النووي مع إيران، ولكن حتى الآن لم يكن هناك أي خطوة عملية وجدية تظهر التعويض عن السلوكيات السابقة ورفع الحظر الظالم.
وقال رئيسي: “إن مشكلة الملف النووي تكمن في أن الأمريكيين لا يتخذون قراراً مشدّداً على أن أمريكا هي التي انسحبت من الاتفاق النووي وليست إيران ورغم وفاء إيران بالتزاماتها لم تفِ الأطراف الغربية بأيّ من تعهّداتها”.
وأكد، أنه على الرغم من 40 عاماً من الضغوط والعقوبات لم تتوقف إيران بل تقدّمت وبالتالي فقدت سياسة العقوبات فعاليتها.
في سياق آخر، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، أن القوات المسلحة الإيرانية حققت الكثير من الإنجازات في كل المجالات، وأن بلاده وصلت إلى مرحلة الردع والتفوّق العسكري والأعداء يعلمون ذلك.
وأشار الخامنئي في كلمة له، إلى أن الثورة الإسلامية لم تكن مجرّد خسارة سياسية لقوى الاستكبار، بل كانت تهديداً لنظام إمبراطورية السلطة التي تحاول هذه القوى تطبيقه، مشدّداً على أن الشعب الإيراني وقواته المسلحة أحبطا بصمودهما كل أهداف العدو ومخططاته.
وأشار الخامنئي، إلى أن الأعداء واصلوا التحريض لزعزعة استقرار وأمن إيران من الداخل، وبعدما يئسوا لجؤوا إلى الحرب العسكرية، ولكن الشعب الإيراني أفشل هذه الحروب والضغوط التي تعرّضت لها البلاد.