اليمن يعدّ استمرار الهدنة قبولاً بالحرب والحصار
تقرير إخباري:
“نقف عند مفترق الطرق، حيث بات خطر العودة إلى الحرب حقيقياً”.. هذا ما قاله المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ قبيل لقائه رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، الذي أكد خلال اللقاء أنّ هدف حكومة صنعاء هو “تحقيق مطالب شعبنا اليمني بالسلام المشرّف والعادل”.
تؤكد هذه العبارة أن الغرض من طلب الهدنة مجدّداً تابع لحاجة أخرى للدول المشغّلة لقوى العدوان التي تسعى إلى توفير ممر ملاحة آمن لسفن النفط والغاز العابرة من الخليج عبر باب المندب، وخاصة في ظل ظروف أزمة الطاقة الحالية التي تعصف بالغرب على خلفية العقوبات الغربية المفروضة على النفط والغاز الروسيين، فضلاً عن الحاجة الماسة لقوى العدوان ذاتها إلى الاستفادة من الأسعار الحالية لمصادر الطاقة، وخشيتها في الوقت نفسه من قيام الجيش اليمني باستهداف مصافي النفط في مملكة آل سعود، ردّاً على الحصار الخانق الذي تفرضه على السفن القادمة إلى مرفأ الحديدة اليمني تحت ستار الهدنة.
ولأن الشعب اليمني لن يقبل مجدّداً بهدنة لا تلبّي مطالبه الأساسية، أشار المشاط إلى أنّ “الظلم الذي لحق به نتيجة العدوان والحصار كبير جداً مقارنة بالمطالب الإنسانية البسيطة التي يقدّمها، من صرف لمرتبات جميع موظفي الدولة ومعاشات المتقاعدين، ورفع الحصار، موضحاً أنّ النهب مستمر للثروة السيادية من العدوان ومرتزقته، وأنّ عدم تخفيف معاناة الشعب اليمني الإنسانية، التي صنعها العدوان بشكل متعمّد، يعني أنه هو من يرفض الهدنة.
وتابع المشاط: “قبولنا للهدنة بهذه الطريقة يعدّ قبولاً باستمرار الحرب والحصار على شعبنا اليمني العزيز بطريقة أشرس من الحرب العسكرية”، مطالباً المبعوث بالضغط على قوى العدوان وألا تكون الأمم المتحدة طرفاً في زيادة معاناة الشعب اليمني.
وفي وقت سابق اليوم، وصل المبعوث الأممي إلى العاصمة اليمنية، لبحث تمديد الهدنة وتوسيعها مع قيادة المجلس السياسي الأعلى.
وقبل وصوله، قال غروندبرغ: إنّه “اختتم سلسلة مباحثات في الرياض ومسقط، التقى خلالها ما يسمّى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ومسؤولين سعوديين، إضافةً إلى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، ورئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام”.
وأضاف إنّه “جرت مناقشة مقترح الأمم المتحدة تمديد اتفاقية الهدنة وتوسيعها إلى ما بعد 2 تشرين الأول 2022”.
وواضح أن المبعوث الأممي جاء ليبحث حاجة خاصة بقوى العدوان ومشغّليها، التي تبحث عن إعادة الهدنة بشروطها السابقة، ولكن على ما يبدو أن الجانب اليمني قد حسم أمره بأن الهدنة لن تعود وفقاً للشروط السابقة، وأن على قوى العدوان أن تبحث عن شروط أخرى يتم من خلالها كسر الحصار المفروض على الشعب اليمني وإعادة حقوقه كاملة، وخاصة أن المشهد الدولي الآن يتيح للحكومة اليمنية فرض شروطها كاملة في ظل أزمة وقود عالمية، تخشى القوى الغربية أن يساهم المشهد اليمني في تعميقها.
ميادة حسن