الصفحة الاولىمن الاولى

المهجرون السوريون بين مطرقة العبودية وسندان الانتهاكات مقتل 100 مهجر في كارثة "سوما".. وحكـومـة أردوغـان تتجـاهـلـهم عمداً

بعد أن خدعتهم وضللتهم بالأوهام والشعارات الكاذبة، يأتي الكشف عن مقتل ما يقارب مئة مهجر سوري جراء كارثة منجم سوما دون أن تهتم السلطات التركية لإخراج جثثهم، التي بقيت تحت الأنقاض، دليلاً جديداً يصب في سياق القرائن المتزايدة ضد حكومة العدالة والتنمية وزعيمها أردوغان على إهمالهم لأوضاع المهجرين السوريين، بحسب ما كشفت عنه مصادر صحفية تركية.
ونقلت وكالة أنباء آسيا التركية عن الصحفي علي تيزيل العامل في قناة خبر تورك قوله: إن مئة سوري لا يعملون بصورة شرعية بقوا كلهم في المنجم، لأن فرق الإنقاذ لم تستخرج إلا جثث الأتراك، فيما أبقت جثث السوريين في الأسفل، مضيفاً: إن فرق الإنقاذ أخفت جثث السوريين بمياه الفحم لتمحي أي أثر يشير إليهم.
يذكر أن الكارثة أدت لمقتل أكثر من 300 عامل ما أثار رد فعل قوياً في تركيا وخلافاً جديداً مع حكومة أردوغان، وذلك بسبب إهمالها لسلامة العمال وعدم الاكتراث لمصيرهم، كما انطلقت المظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة لتقابلها الشرطة التركية بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر أخرى أن عدد السوريين الإجمالي الذين كانوا يعملون في المنجم يبلغ أربعمئة وخمسين عاملاً أغلبهم يعمل بشكل غير شرعي وغير مسجل بصورة قانونية في سجلات الضمان الاجتماعي، كما أنهم لا يعملون إلا لكفاف يومهم.
وكانت عدة تقارير أكدت أن حكومة أردوغان تعامل السوريين المتواجدين على أراضيها كالعبيد، وهو ما كشفته أرقام النساء اللواتي تعرضن لأبشع صنوف الإذلال عبر معاملتهن كالسبايا وإجبارهن على الزواج السري المتستر.
وأشارت إلى إخضاع الأطفال السوريين المتواجدين في تركيا للعمل بشروط غير ملائمة وسط أوضاع مأساوية، وهو ما كان أكده مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في آذار الماضي، معبّراً عن القلق إزاء استمرار الأوضاع المأساوية والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال السوريون في مخيمات الدول المجاورة من عنف جنسي وإكراه على الزواج المبكر وعدم القدرة على الوصول إلى التعليم، وتفريق العائلات نفسها في عدة مخيمات وحرمانهم من العمل الكريم بشروط إنسانية ومنعها من التنقل حتى بين المخيمات نفسها، بالإضافة إلى تجنيد العديد من الأطفال السوريين في تلك المخيمات على يد المجموعات الإرهابية المسلحة سواء بإشراف أو بغض الطرف من قبل حكومات مضيفة لهؤلاء المهجرين في بعض الحالات.
إلى ذلك، قالت الكاتبة جيني ماكرتني في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية: إن كارثة المنجم أظهرت رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية شخصاً مهزوزاً وغير حساس تجاه معاناة أهالي الضحايا الغاضبين، وأشارت إلى أنه على مر العصور ظلت الشعوب تتذكر ردود أفعال مسؤوليها في الأزمات أكثر من تذكرها لكثير من الإنجازات في الأوقات العادية، وهو ما ترى أنه يرجع إلى أن التصرف تحت الضغط يكشف عن كثير من الصفات الشخصية.
وأضافت الكاتبة: إن فضائح الفساد المتكررة قد تكون أدت إلى اهتزاز حكومة أردوغان وأثرت على ردود أفعالها، لكنها أشارت إلى أنه قد يتوجب إعادة النظر في أن يكون صندوق الانتخابات هو المعيار الوحيد الذي يمكن الحكم به على شعبية المسؤولين.
يذكر أن حوادث المناجم والتعدين في تركيا شائعة نظراً لسوء أوضاع وإجراءات السلامة، وقد شهدت البلاد عام 1992 حادثاً مماثلاً، حيث أدى انفجار غاز الى مقتل 263 عاملاً في إقليم زونجولداك على البحر الأسود، كما خلّف انفجار غاز في الإقليم ذاته 30 قتيلاً من عمال المناجم عام 2010.