ثقافة

على هامش حفل توزيع جوائز الدولة التقديرية د.لبانة مشوح: جائزة رفيعة بدرجتها وقيّمة برمزيتها

أكدت د.لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمتها التي ألقتها في حفل توزيع جوائز الدولة التقديرية الذي أقامته وزارة الثقافة صباح أمس الاثنين أن جائزة الدولة التقديرية هي أرفع جائزة تمنحها الدولة لتكريم العطاء الفكريّ الثرّ والإبداع المتميز وهي جائزة رفيعة بدرجتها، قيّمة برمزيتها، تمنحها الدولة دليلاً قاطعاً على أن سورية التي أضافت إلى صرح الحضارة الإنسانية أجمل لبناتها والتي تعاني منذ سنوات أربع هجمة إرهابية غير مسبوقة لا يسعها أن تتخلى عن دورها الحضاريّ فأنّى للإنسان السوريّ ذي الأسبقية الحضارية وهو الذي استوطن الأرض منذ الألف التاسع قبل الميلاد أن يقبل العودة إلى عصور المغاور والكهوف وأن يُهزَم أمام غربان الظلام وهو الذي قاوم الفناء بابتداع الأبجدية الأولى، مشيرة إلى أن الجائزة تُمنَح لمن استحقها وعن جدارة وأن إنجازات الفائزين بها ستبقى بصمة مضيئة في ذاكرة الأمة ووجدانها وإضافة ثرّة إلى رصيدها المعرفيّ والحضاريّ.

الجائزة تكريم من الدرجة الأولى
وقد أكد د.نبيل الحفار الفائز بجائزة الدولة التقديرية للعام 2014 في مجال النقد والدراسات والترجمة في تصريحه لـ “البعث” أن هذه الجائزة عالية القيمة وهي تكريم من الدرجة الأولى ونوع من الاعتراف بالجهد الذي بذله كناقد وباحث على مدار أربعين عاماً، وهو أول تكريم من نوعه يناله الحفار في سورية وقد سبق أن حصل على جوائز متعددة من ألمانيا وبعض الدول العربية.
أما د.نذير العظمة الفائز بالجائزة في مجال الأدب فبيّن –وهو الذي كُرِّم عدة مرات وعلى مستويات مختلفة- أن أهمية جائزة الدولة التقديرية تنبع من كونها محكّمة وتخضع لشروط موضوعية، وحكّمها أساتذة جامعيون لا تخضع أحكامهم لوجهة نظر معيّنة في تقييمهم للإنتاجات الأدبية المعاصرة، وهم يتقنون المنهجيات العلمية والمعرفية، ويقدِّرون الكفاءات، ولذلك فإن عدالة الحكم والتقييم هي التي تولِّد برأيه الاحترام الكامل لهذه الجائزة التي تأتي لتتويج النتاج المعاصر والحضاريّ لمبدعينا الذين يدافعون عن هويتهم ومصالح الدولة العليا، مبيناً كذلك أن أهمية الجائزة تنبع أيضاً من توقيتها، فهي جائزة تؤكد التطورات الروحية الحادثة على الأرض، وتبيّن أن الفكر والثقافة هما الميزان الذي تكيل به أوضاعنا وهويتنا ومصالحنا العليا في ظلّ العدوان الذي يتسلط علينا إقليمياً وعالمياً ليغيّر هويتنا ويهدد وجودنا بما يتفق مع غاياته وأهدافه، مشيراً إلى أن الوطن كرَّمه أفضل تكريم لا لوجهة نظره السياسية بل لأنه مبدع حضاريّ وهو الشاعر والمسرحيّ والمفكر والباحث.  في حين بيّنت الفنانة التشكيلية ليلى نصير الفائزة بالجائزة في مجال الفنون أن الجائزة عندما تُمنَح من الوطن تكون الأغلى والأحلى وأن وجود مثل هذه الجائزة يعني أن سورية ما زالت بخير وإن كان يعزّ عليها جداً أن تنالها والوطن يمرّ بأزمة، مؤكدة أن سعادتها وإن كانت كبيرة بها إلا أنها لا تكتمل إلا بخروج سورية متعافية ومنتصرة في حربها اليوم.

قيمة الجائزة معنوية لا تُقدَّر بثمن
كما بيّن د.حسين جمعة رئيس اتحاد الكتّاب العرب أن هذه الجائزة تمثل واحدة من كبريات الجوائز التي تقدمها الدولة السورية لمبدعيها وأن قيمة هذه الجائزة معنوية لا تُقدَّر بثمن، وهي اعتراف مباشر من قبل الدولة بأهمية ما قدمه المبدع وهو بذلك يستحق منها التكريم، مشيراً إلى أن اللجنة المشكَّلة –وهو أحد أعضائها- استطاعت أن تختار من بين المبدعين ما يمكن أن نفتخر بهم على الدوام، مؤكداً أن كل من اختير لهذه الجائزة كان محط الاحترام والتقدير، منوِّهاً إلى أن سعادته لا توصف حين يرى سورية تحتفل بمثقفيها ومبدعيها، وهذا برأيه تقدير للثقافة بحد ذاتها وإقرار بجهود المبدعين ووقفة وفاء من وزارة الثقافة والدولة تجاه هذه الجهود في هذه المرحلة التي تمر بها سورية، وما استمرار الدولة في تقديم مثل هذه الجوائز وفي أحلك الظروف إلا دليل قاطع على أن الدولة قائمة ولا يمكن أن يهددها أي عدوان وهي ترسيخ لإمكانية الدولة وقدرتها على تنفيذ ما قررته مؤسساتها بشكل سليم.
أمينة عباس