الصفحة الاولىمن الاولى

مفاوضات القاهرة تترنّح أمام تعنت العدو.. و"إسرائيل" تعيد الأمور إلى المربع الأول تظاهرات في غزة تنديداً بالتخاذل العربي: اتفاق مشرّف يستجيب لمطالبنا أو لا اتفاق

لا تزال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في القاهرة غير واضحة المعالم، وهل ستفضي إلى حل أو تمديد للتهدئة، خصوصاً في ظل المماطلة الإسرائيلية، ورفض العدو حتى الآن الالتزام بأي اتفاق يفرض رفع الحصار وفتح المعابر وغيرها من الشروط، التي أقرتها فصائل المقاومة في ورقتها التي قدّمتها للجانب المصري.
التعنت الإسرائيلي، وتقديم تعديلات على الورقة المصرية أعادت الأمور إلى المربع الأول، ووجه بثبات الموقف الفلسطيني والتمسك بمطالب الشعب الفلسطيني، الذي يرى فيما يحدث في القاهرة معركة مصيرية لا تقل أهمية عن الحرب التي خاضها المقاومون على أرض الميدان، وشدد الوفد الفلسطيني على أن الأولوية هي التوصل إلى اتفاق، لكن على الاحتلال أن يتوقف عن المماطلة، مؤكداً أن الرغبة في الاتفاق ليست من باب الضعف بل من منطلق القوة، مشيراً إلى أن الكرة في ملعب الاحتلال، وقال: “إما أن نعقد اتفاقاً مشرّفاً يستجيب لمطالبنا أو لا اتفاق، وعلى الاحتلال أن يكون جاهزاً لاستحقاقات عدم الاتفاق”.
في غضون ذلك جاب آلاف الفلسطينيين شوارع مدينة رفح في قطاع غزة مرددين شعارات مناوئة للاحتلال، وأخرى تندد بالموقف العربي، واصفين إياه بالمتخاذل، وأحرق المتظاهرون العلم الإسرائيلي، مطالبين باتفاق مشرّف يستجيب لمطالبهم لا اتفاق يعطي الاحتلال ما عجز عنه بالحرب.
في الأثناء، منعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي منظمات حقوق الإنسان من الدخول إلى قطاع غزة لإجراء تحقيقات مستقلة عن العدوان، الذي راح ضحيته أكثر من ألفي شهيد وما يزيد على 10181 جريحاً، الأمر الذي يؤكد إصرار الاحتلال المتواصل على إخفاء معالم جرائمه المرتكبة بحق الفلسطينيين في القطاع عن أنظار الرأي العام العالمي.
وفي دليل على استهتار الاحتلال وعدم اكتراثه بالأعراف والشرائع الدولية عمد ما يُسمى “منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية” إلى وضع حجج بيروقراطية عديدة أمام مندوبي المنظمات الحقوقية الدولية لمنعهم من الدخول إلى قطاع غزة، وطلب من هذه المنظمات إعادة تقديم طلبات جديدة للدخول.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها وبلدات فيها واعتقلت أربعة شبان من مخيم جنين وبلدة سيلة الظهر، وداهمت منزل الأسير المحرر يعقوب عبد الجبار انفيعات واستجوبته. واستمراراً في ممارساتها التنكيلية بحق الفلسطينيين فجرت قوات الاحتلال بالعبوات الناسفة منزلي عامر أبو عيشة والأسير حسام القواسمة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما أغلقت بمادة الاسمنت منزل مروان القواسمة، وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنه أثناء تفجير قوات الاحتلال منزل الأسير القواسمة في حي أبو كتيلة بمدينة الخليل قامت باحتجاز والده وأحد أبنائه، ورافق ذلك مواجهات عنيفة اندلعت في المكان بين عدد من الفلسطينيين وجنود الاحتلال أصيب على إثرها عدد من العائلات الفلسطينية جراء سقوط قنابل غازية داخل منازلها تبعها عمليات تمشيط للأراضي المحيطة بالمنزل واقتحام عدد من المنازل وإخلائها من أصحابها.
وتشن سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة حملة مداهمات واعتقالات واسعة، أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بأنها تمثل هجمة مسعورة بحق جميع الأسرى تتمثل في الاعتقالات الكبيرة للفلسطينيين في جميع المحافظات وتحويل العشرات منهم إلى الاعتقال الإداري وتكريس سياسة التنكيل والتعذيب بحقهم.