محليات

وثائق عام 1997 تفضح أسطوانة المردودية المكررة والـ 14 طناً في الهكتار تقديرات أرقام المحاصيل “حزورة” وذريعة المناخ الجاهزة لا تنجح دائماً؟!

لم يطابق حساب حقل وزارة الزراعة وبحوثها العلمية يوماً بيادر المزارعين، فمع تقدير إنتاجنا من الزيتون بأكثر من 700 ألف طن لهذا العام، تأتي النتائج على الأرض خلافاً لذلك وتدحض كل التوقعات التي لم تبنَ على معطيات علمية واقعية، وأقل ما يقال عنها بأنها بمثابة حزورة قد تصح أو لا؟!.
وها كم العديد من الأمثلة على ذلك، فقد قدّرت زراعة حماة إنتاج المحافظة من الزيتون لهذا العام بـ65 ألف طن، في حين لم يتعدَ الـ 45 ألف طن، وواقع الحال قائم ومشابه في محافظة درعا التي قدّر المعنيون فيها إنتاج الزيتون بـ 75 ألف طن لتكون المفاجأة بـ 25 ألف طن فقط.
فهل هناك دليل آخر أكثر وضوحاً على سوء التقديرات الزراعية لإنتاجنا الزراعي أكثر من ذلك؟!.
وقبل هذا وذاك كانت وزارة الزراعة قد قدّرت إنتاجنا من القمح والشوندر والقطن بكميات مختلفة لا داعي لذكرها ثانية، وجميعها لم يقترب من الحد الأدنى لكل التوقعات، ما يؤكد أننا نفتقد إلى صحة أخذ البيانات الإحصائية وتحليلها ودراستها وفق المعايير والنظم والتقديرات المتّبعة علمياً.
وهذا يؤكد صحة ما كانت “البعث” قد أشارت إليه عدة مرات عندما كانت البحوث الزراعية تقول بأنها استنبطت أصنافاً من بذار القمح المقاوم وذات المردودية العالية تصل في الهكتار الواحد من 4 -8 أطنان.
وتعقيباً على ذلك نذكر هنا أنه في عام 1997 ساهم العديد من خبرائنا الزراعيين بالتعاون مع خبراء المركز الدولي للبحوث الزراعية (ايكاردا) والمركز العربي لدراسة المناطق الجافة (إكساد) والمركز الدولي للقمح والذرة (سميث) على تأصيل سلالات جديدة من القمح لزيادة الإنتاجية من 6 إلى 8 و10 أطنان في الهكتار الواحد، الأمر الذي كان من المفترض أن يجعل سورية في طليعة الدول ذات الإنتاجية العالية بعد الولايات المتحدة وكندا، حيث يصل معدل الإنتاجية هناك إلى 14 طناً في الهكتار.. البحوث آنذاك شملت أكثر من 2500 سلالة من القمح، وكانت تقديرات الزراعة بأن النتائج أثبتت زيادة في الإنتاجية بما يتراوح بين 30 و50 في المئة، وأن رفعها إلى 10 أطنان سيكون خلال من 6-8 سنوات تمهيداً للانتقال إلى الـ12 طناً في الفترة اللاحقة إذا ما توافرت الظروف الملائمة.
الآن وبعد مضي حوالى سبعة عشر عاماً مازالت بحوثنا الزراعية ومعها وزارة الزراعة تعيد الأسطوانة، فوفقاً للمعلومات السابقة يجب أن يكون إنتاج الهكتار قد وصل إلى الـ14 طناً أي قبل الأزمة الراهنة.. فعن أي أصناف وسلالات ذات إنتاجية عالية يتحدثون، إذ عليهم أن يعودوا إلى سجلات ودفاتر البحوث العلمية الزراعية ليدركوا بأن كل ما يقولونه من معلومات حول استنباط سلالات بذرية عالية الإنتاج من القمح سبق وسمعناها ولازال إنتاجنا يتراجع ويراوح في مكانه.
حماة- محمد فرحة