ثقافة

والإعلام أسرة عالمية أيضاً !.

أكرم شريم
من المعروف أن المنتصر في أي مجال من مجالات حياتنا العامة إنما يكون معروفاً من قبل الجميع وعن قناعة تامة من قبل الجميع أيضاً! وهذا يعني أنه معترف به وبما استطاع أن يحققه من النصر أو الانتصار حتى من قبل أعدائه والطرف الثالث عادة مثل التحكيم أو الأمم المتحدة أو غيرها من الأطراف المحايدة، والعادلة!
أما ما عدا ذلك من الأساليب المتبعة لكي يبدو المحتل منتصراً، مثل الخداع فهو خداع مؤقت حتماً ولابد أن ينكشف وبأسرع وقت ومن قبل جميع الأطراف أيضاً! ومما يؤسف له، فقد أصبح الإعلام القوي ونحن نعلم أن أعداءنا وأعداء الشعوب يمتلكون نسباً عالية في هذا الإعلام في العالم وخاصة في العالم الثالث مما يتيح لهم بل ويمكنهم من ممارسة عملية الخداع هذه لكي يظهروا أصحاب حق في أراضي غيرهم التي احتالوا واحتلوها وقمعوا فيها وشردوا وقتلوا، بل قد يصرخون مولولين لاطمين: (ضربونا قتلونا) لكي ينشروا في العالم أنهم قد أصيبوا بالصواريخ التي يطلقونها على أنفسهم بأنفسهم بواسطة أشخاص من أنفسهم. وقد خسروا من الأهالي والمباني الكثير، ولم  يستطيعوا أن يُظهروا لكل الإعلام العالمي حتى اليوم أنهم خسروا فعلاً من القتلى والأضرار سابقاً سوى نافذة واحدة مكسورة فقط في مستعمرة نهاريا والتي كلها في الأصل أرض عربية محتلة!
ولهذا نستطيع أن نقول أيضاً بل ونؤكد أن المنتصر بالخداع لأنه، أطلق (شيئاً) في الهواء على العدو لا نعرف ماهيته ولا أين أطلقه أنه منتصر وقد حقق نصراً غير هوائي فهل يبقى الإعلام أخرس أو أصم أو أبكم وإلى متى؟! ثم لماذا هذه الدول الكبرى، دول التحكيم المحايد كما نتمنى أن تكون لا تكشف هذه الحقائق كلها، وكاملة أمام كل الشعوب والحكومات وعلى طاولات بل وفي دفاتر كل المشتغلين في الأمم المتحدة، وخاصة في هذه البقية الباقية من الإعلام الحر في هذا العالم الحر؟!.
إذن فهو ليس منتصراً ومن ساعده ليس منتصراً أيضاً، لأن كل ذلك قد حدث بالكذب والخداع؛ فما بالك إذا حدث بالقوة أيضاً وكذلك بالظلم وما أكثره في هذا العالم وفي هذا الإعلام العالمي الذي يدعي أنه حر وينقل بحرية وعدالة، ألم نصبح إذن بحاجة إلى أمم متحدة جديدة، تماماً كما حدث ذات يوم وشعر العالم كله أنه بحاجة إلى أمم متحدة بعد عصبة الأمم؟! ألم نصبح بحاجة إلى أمم متحدة عادلة ومحايدة والفيتو فيها حق من أهم وأعظم حقوق كل شعب من شعوب العالم؟!
إلى متى يصمت هذا الإعلام إذن؟! وإلى متى سيبقى الإعلام العالمي محتلاً؟!. أو في الأقل محتلاً في معظمه؟! إن وسيلة إعلام شريفة واحدة وحرة، ومهما كانت صغيرة أو كبيرة لهي قادرة على كشف كل ما يجري في هذا العالم من الغش والخداع، والظلم وما أكثره، لأن معظم وسائل الإعلام الأخرى ستأخذ منها وتنشر وتذيع وتعرض كل ما قالته إذا أصبح الإعلام حراً وأسرة واحدة حرة في العالم كله، لأنه الآن بريء محتل، وبريء مظلوم وبريء فقير!
ولكن لأن عملية النشر الطبيعية، نشر المعلومات، والنقل.. نقل المعلومات قد أفلتت من أيدي أعدائنا وأعداء الشعوب وأصبحت حرة وكاملة الحرية، بدليل أن كل ما يملكون من وسائل إعلام واحتلال للإعلام لم تستطع أن تخفي حقيقة احتلال هذه الأراضي ولا من هم أصحابها الشرعيون، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نستعيد الثقة بالإعلام والإعلاميين في كل مكان في العالم وبشكل دائم ومتجدد لأنهم في الأصل أسرة عالمية إعلامية واحدة، وقادرة على كشف الخداع والكذب والاحتلال، ولدى كل منهم حس إعلامي شريف ومحايد وعادل، ودائماً وباستمرار!.