محليات

الأمطار والثلوج تفرمل وتوقف تنفيذ الخطة الزراعية الشتوية الزحف العمراني يخنق المساحات الزراعية في سهل الغاب.. وللمكاشفات الحزبية حقائقها؟

بعد أسابيع إن لم نقل: بعد أيام، يسدل الستار على تنفيذ الخطة الزراعية للمحاصيل الشتوية، فهل تتحقق الأمنيات لجهة زراعة المساحة المقررة في الخطة ويكون لدينا الإنتاج الوفير رغم أن الأمنيات الزراعية غالباً ما تكون في وادٍ والواقع في وادٍ آخر؟.
فربما تحققت أمنياتنا بزراعة مليون و700 ألف هكتار من القمح رغم أن وزارة الزراعة كانت قد قالت قبل شهرين من الآن: إن خطة محصول القمح لهذا العام ستكون مليون و800 ألف هكتار، ومن الشعير مليون و500 ألف هكتار، لكن يبدو أن عجلة الدوران بدأت تعود تدريجياً إلى الوراء بمراجعة الأرقام.
قبل موجة البرد والأمطار تحوّل سهل الغاب إلى خلية نحل تعجّ بالساعين وراء الرزق من أجل عيش كريم، حيث تساءل مزارع وهو مهندس هناك: أين الدعم الزراعي كما تفعل كل دول العالم وتقف سدّاً منيعاً أمام التصحّر وتدهور المراعي والغابات التي أمست أثراً بعد عين في العديد من مواقعها، وهذا محزن جداً ولولا رفع أسعار المازوت لما كانت غابتنا تعرّضت للاحتطاب الجائر والفظيع.
واسترسل محدّثنا يقول: كثيرة هي معاناة مزارعينا رغم كل ما يقال عن دعم هنا وهناك، الأمر الذي يكبّد خزينة الدولة المليارات دون وصولها إلى مستحقيها، في حين أن مزارعاً آخر يدعى أبا فراس من قرية عناب قال: زرعنا المساحة المطلوبة وكذلك فعل غيرنا، لكن ملامح الأزمة الحقيقية التي سنعاني منها ونأمل ألا تحصل ستبدأ.
مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس غازي العزي وفّر لنا المزيد من الأرقام الإحصائية التي كان يقدّمها سهل الغاب، حيث كان إنتاجه من القمح يصل إلى 150 ألف طن و56 ألف طن من القطن و650 ألف طن شوندر، وعشرة بالمائة من لحوم الأبقار والأغنام والماعز وعشرة بالمائة من مجمل إنتاجنا من الحليب وأكثر من 30 بالمائة من إنتاج الأسماك، طبعاً كان هذا في بداية عام 2002 والآن يتراجع إلى الوراء.
لعل المتابع للواقع الزراعي والنمو السكاني في مختلف المحافظات، يلاحظ التراجع الواضح في المساحات الزراعية وبدء ضيقها نتيجة التطاول عليها وتشييد السكن فيها، حيث يتم قضم عشرات الدونمات سنوياً إن لم نقل المئات، في الوقت الذي لم نعُد نسمع فيه منذ سنوات عن استصلاح شبر واحد جديد وبالتالي تقليص المساحات والإنتاج في آن واحد.
وما سمعناه قبل أيام من مداخلات في مؤتمر فرع الحزب بحماة حول تراجع الإنتاج الزراعي وغياب المستلزمات اللازمة كالأسمدة والبذار، وقطع الأشجار والمتاجرة بها، يفضح بشكل واضح وجلي كل ما يقوله المعنيون عن الشأن الزراعي الذي يشكل 27 بالمائة من الناتج المحلي ويوفر الآلاف من فرص العمل للمشتغلين في هذا الشأن.
حماة – محمد فرحة