ثقافة

لعشاق الفن السابع: تسعون فيلما سينمائيا جديدا في مهرجان أفلام حديثة

الأوضاع الأمنية الحرجة التي تمر بها البلاد، لم تشكل عائقا حقيقيا أمام عشاق الفن السابع في سورية، لمتابعة ومشاهدة أحدث النتاجات السينمائية العالمية التي تقدمها دار الأوبرا السورية بدمشق، وذلك ضمن إطار فعاليات مهرجان “الأفلام الأجنبية الحديثة –الجزء الأول” الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما برعاية وزارة الثقافة.
وسيكون محبو عالم السينما على موعد مع ثلاثة عروض يومية وعلى مدار الشهر الحالي لأحدث الأفلام العالمية التي يتزامن عرض العديد منها في المهرجان الأنف الذكر مع عرضها في الصالات العالمية ،وهذا إنجاز يحسب للمؤسسة العامة للسينما ،خصوصا في ظل المقاطعة التي تتعرض لها هذه المؤسسة، أسوة بباقي المؤسسات الحكومية السورية، إلا أن مؤسسة السينما ومن خلال العلاقات الطيبة التي تجمعها بالعديد من أهم شركات الإنتاج السينمائية في العالم ،استطاعت استقطاب أكثر من تسعين فيلما أجنبيا حديثا، رغبة منها بإطلاع عشاق السينما على آخر نتاجات الفن السابع في العالم. الأمر الذي تطلب من المؤسسة جهدا إضافيا سواء في استقدام الأفلام أو الحصول على حقوقها أو حتى ترجمتها والتي جاءت على درجة عالية من الدقة والوضوح حيث وفرت مثل هذه الفعاليات شروط مشاهدة بتقنية بصرية عالية، وبترجمة ذات جودة أعلى مما هي عليه في الأقراص المدمجة والمقرصنة من على شبكة الانترنت، الأمر الذي أوجد صدى طيبا عند جمهور السينما  بمختلف شرائحه العمرية في الدورة السابقة.
وكان مهرجان “أفلام حديثة من الشركات العالمية” قد افتتح فعالياته بعرض للفيلم الكوميدي “فندق بودابست الكبير” تأليفِ وإخراج ويس أندرسون تَمّ إنتاجه في سنة 2014، والفيلم من بطولة رالف فاينس وف. موراي أبراهام وإدوارد نورتون وسيرشا رونان وأدريان برودي، ويَحكي قِصّة السيّد غوستاف الذي يُحاوِلُ بِمساعَدَة صَديقِه زيرو مُصطفى أن يُبرّئ نَفسَهُ من جَريمةٍ لم يرتكِبها، لتبدأ رحلة ممتعة من الأحداث التي اختار المخرج أن يرويها بعدة أساليب سردية متشابكة ،ما بين السرد خلفا أو الشكل الكلاسيكي للقص، زاجا بعدد كبير من النجوم السينمائيين في تلك الفرجة التي مرت على مراحل زمنية مختلفة.  تكثيف الأفعال التي جاء الفيلم مكتظا بها، كان خيارا غير موفق في تقديم الحكاية بالإضافة طبعا إلى تنوع أساليب السرد التي أحدثت إرباكا لدى المشاهد، كما اعتمد “أندرسون” أيضا على المبالغة في تصوير الفعل بحيث بدا لا منطقيا في العديد من مشاهد الفيلم وقريبا من عالم الكرتون والأنيميشن.
حازَ “فندق بودابست الكبير” على 4 جوائِز أوسكار في الحفل السابع والثمانون وهيَ جائزة أفضل تصميم إنتاج وجائزة أفضل موسيقى تصويرية وجائزة أفضل تصميم أزياء وأخيراً جائزة أفضل ماكياج وتصفيف شعر.
راعى المهرجان في دورته الثانية نوعية الأفلام المعروضة في هذه التظاهرة لتناسب كل الأذواق فهناك أفلام ذات طابع نخبوي وأفلام حققت سمعة طيبة في مهرجانات دولية إضافة لأفلام الرعب وأفلام التشويق والمغامرات ، وللصغار أيضا خيارات سينمائية ستنال رضاهم في برنامج المهرجان .
تمام علي بركات