ثقافة

الفــن.. وقوة الواسطة والمال

أكرم شريم

من المعروف أن من يريد أن يعمل ممثلاً ويدخل عالم الفن كممثل، فيجب أن يكون له حضور أمام الكاميرا. لأننا نعرف أن بعضنا، ونقول ذلك باستمرار، لا يليق له التصوير، فيخرج في الصورة غير مقبول أو أقل من حضوره في الواقع وكما نعرفه وهذا هو عمل الكاميرا، الطبيعي والذي لا نستطيع تغييره وحتى (الكومبارس) يختارهم المخرج أحياناً مناسبين للتصوير: أي لهم حضور!. فما بالك أن يصبح الإنسان الذي ليس له حضور أمام الكاميرا ممثلاً بل ومعظم الذين ليس لهم حضور أمام الكاميرا بل وترفضهم الكاميرا وحسب كل الخبرات والمعلومات الفنية العالمية أن يصبحوا ممثلين ويستلموا الأدوار الرئيسية في مسلسلاتنا، سواء  كانت رمضانية أو غير رمضانية وهم يعرفون أن الكاميرا ترفضهم وأنهم لا يصلحون للتمثيل الدرامي على الشاشة!.
وإلى ذلك أيضاً، فمن المعروف أن النص الدرامي يجب أن يقدم (حكاية) وهذه الحكاية تقدم موضوعاً (جديداً) وتتم (المعالجة) فيه بشكل جيد ومسؤول وله في النهاية (غاية وهدف) فإذا نظرنا إلى هذه الدراما الرمضانية التي (تلطم) على شاشاتنا من خلال ذلك، فأين هم الممثلون الذين لهم حضور وتوافق عليهم الكاميرا، وما عمل هؤلاء سوى (تطفيش) المشاهدين؟! وأين هي الحكاية والموضوع الجديد، والغاية والهدف؟!. وإذا أردنا أن نقدم عملاً ضاحكاً فهذا جيد ومهم وضروري فأين هو الضحك هنا؟!. وهل (التهريج) ضحك أو ضاحكك؟!. أم أن الموضوع كله هنا أقبض ويقبض فهو قابض ومقبوض ومنقبض؟!.
وأخيراً وهو المهم: لا يوجد عمل واحد جاد ومسؤول!. لتبق كل الأعمال ولكن يجب أن يبقى على الأقل عمل واحد جاد ومسؤول، أم أن هذا الحساب الذي لمصلحة المشاهدين وسمعة تلفزيوننا الحبيب في بلادنا والمنطقة كلها، لم يعد يهم أحداً؟!. صدقوني إن هذا يشبه الإعلان، بل هو إعلان حتماً، عما وصل إليه تلفزيوننا الحبيب، من قوة الواسطة والمال، ومن قال إن هذه القوة تغير رأي المشاهد سواء في بلادنا العزيزة العظيمة أو في المنطقة كلها، هذا فضلاً عن كونه شهر رمضان والدراما الرمضانية مشاهدة ومطلوبة!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم وبكل بساطة: من لا يجيد هذا العمل ننقله إلى عمل آخر!  فنرتاح ويرتاح الجميع وعلى عكس ما يريده  ويخطط له أعداؤنا وأعداء الشعوب!.